من هم الموحدون ؟؟
إنهم من لا يرتضون عبودية وخضوعا إلا لرب العالمين
ولا يستكينون إلا بين يدي غافر الذنبِ العظيم
و لا يرفعون دعائهم إلا للرب السميع العليم
لا يرجون من مخلوق ما الله وحده به استقلّ وتفرّد ...
لا يطلبون حوائجهم إلا مِن الله مالك خزائن السموات والارضين ..
ولا يقربون قرباناً إلا لمن يملك السمع والابصار ويحاسب يوم الدين .
ولا ينذرون إلا لمن يملك النفع والضر بذاته دون غيره من العاجزين ..
لا يجعلون بينهم وبين ربهم حجّاباً و وسطاء ...
لا يحنون جباههم ذلا وافتقارا إلا للعزيز الغفار
ولا يتمسكنون رجاء وخوفا الا بين يدي الله الغني الجبار ..
يعلمون أن الله هو الحق وان ما دونه هو الباطل ...
إذا ذُكر الله وحده يؤمنون وإذا دعي الذين من دونه يشمئزون ويبغضون ..
إنهم الموحدون المتفردون بالكرامة والحرية والسعادة الابدية والطمانينة النفسية لانهم في كنف رب رحيم وملك رؤوف جواد كريم ..
قول ربهم هو زادهم وتقوى الله هي لجام نفوسهم وجوارحهم ,
عرفوا ربهم بكمال اسمائه وصفاته وافعاله ...
له دون غيره محتاجون ...
واليه دون سواه ملتجئون ...
وله دون سواه داعون ...
وله وحده عابدون خاضعون ....
وله وحده محبون راجون ....
وإليه وحده دون غيره راغبون .. ..
ومن دونه غير راهبون وجلون .....
قدروا ربهم حق قدره وما جعلوا له مثيلاً أو شبيهاً ...
عرفوا خالقهم وما كان ينبغي لهم ان يجعلوا له من عبيده له منازعا أو شريكا ....
هم الموحدون حقاً .....
عرفوا ربهم كما عرفّهم ربهم بنفسه فعلموا يقينا أن ليس ممن خلق الله يستحق ان يكون معبودا ومَدعوّا ....
كفروا بكل طاغوت يتعبّد الناس له من دون الله ........
وعرفوا من هم المعتدون على الله ....
لانهم عرفوا من هو الله .....
يغارون على ربهم كأشد من غيرتهم على أعراضهم وأنفسهم .....
عرفوا ربهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا فعرفوا طواغيت زمانهم الذين اعتدوا على ربوبية خالقهم ومالكهم ...
وعرفوا من هم الشركاء الذين اعتدوا على الوهية سيدهم وآمِرِهم ....
عرفوا ربهم فعرفوا من به يشركون وله معاندون ولدينه مفارقون ...
ولملة رسله وانبيائه معاندون جاحدون .....
فهل عرفتم يا قوم من هو ربكم ؟؟
وهل عرفتم من هو الـهُكم ؟؟
هل وحدتّم ربكم وكفرتم بمن يعتدون عليه بالظلم والطغيان ؟؟
هل انتم من الأحرار الموحدين أم من المشايعين المتابعين للمعتدين على رب العالمين ؟؟
في أي دين انتم ؟؟
وفي أي ملة ؟؟
في دين الله أم في دين الطواغيت والأولياء والشركاء ؟؟
هل اخلصتم دينكم لله أم اشركتم معه ملوكاً وأسيادا ؟؟
هل أخلصتم دينكم لله أم جعلتم لغيره في أنفسكم وحياتكم شركا ونصيبا ؟؟
هل أخلصتم دينكم لله أم أشركتم معه أهواءً وشياطينا ؟؟
هل تراكم كفرتم بأديان الباطل وملله وأحزابه أم انتم في عبوديتها ورِقّـها عاكفون ؟؟
هل كفرتم بمناهج الكفر وسبله أم أنتم في تيهها وظلماتها منتكسون حائرون ؟؟
هل كفرتم بمشائخ الضلال المدلسين أم أنتم لهم من المتابعين المتولين ؟؟
هل كفرتم بالشرك والمشركين أم انتم في دينهم من المحضَرين ؟؟
إن كنا في هذه العجالة قد فتحنا لكم أبواب التدبر والتفكّر فيما حولكم لتكون لكم تذكرةٌ وتَعِيَها أذنٌ واعيـة .
فتعلمون من خلالها في اي ملة انتم ودين ؟؟
وعلى أي منهج وشرع تسيرون ؟؟
وفي عبودية من انتم قانتون متذللون ....
إن كنا هنا قد فتحنا لكم نافذة على ذلك ليكون لكم عين بصيرة بها تميزون وتستبينون ...
فإنتظرونا في سلسلة ميسرة تخاطب فطركم وعقولكم بالحجة والبرهان
لتعلموا من هم المعتدون على الله رب العالمين من الشركاء والأنداد المتالهين
لتكفروا بهم وتخرجوا من اديانهم وظلماتهم
وتدخلوا في توحيد رب العالمين بنور وعلم ويقين
فتكونوا من الموحدين القانتين المستمسكين بـملة ابراهيم ...
فيا قوم لا تزهدوا في بصائر الايمان و الهدى فإن الموت هاجم غير محيد و إن الوقوف بين يدي الله قريب ...
فهل من طالبٍ النجاة من خزي يوم الوعيد ؟؟؟
______________________________________
قد جاءكم بصائر من ربكم ::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قال رب العزة تبارك وتعالى :
قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ
(الأنعام:104)
فهذه دعوة نوجهها إلى كلُّ ذي عقل سليم ،
وطبع مستقيم من فرق الأمة عموماً وأصحاب الدعوة خصوصاً ،
نمد إليهم أيدينا بالله مستعينين و لهم قائلين :
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (آل عمران: 64) .
تعالوا نجتمع على كلمة التوحيد ...
الكلمة التي فُطِرَ الناس عليها ودعت الرسل إليها ,
يقف أمامها الجميع على مستوى واحد , لا يعلوا بعضنا على بعض ،
ونستوي نحن وأنتم فيها :
• كلمة سواء :
ننزه الله سبحانه و تعالى من خلالها عن النقائص والآفات ،
ونثبت له الكمال المطلق في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله من غير تشبيه و لا تمثيل ولا تعطيل ،
وأن لا نجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .
فإنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (الشورى: 11)
لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ،
وأن لا نصرف الحقوق الخاصة بالخالق التي هي من خصائص ربوبيته إلى غيره .
• كلمة سواء :
نفرد الله من خلالها بجميع أنواع العبادات فلا نعبد وثناً ولا صليباً ولا صنماً ولا طاغوتاً،
كما نفرده بمطلق الطاعة فلا نطيع غيره معه أو من دونه ،
وأن لا نصرف الحقوق الخاصة بالمعبود التي هي من خصائص ألوهيته إلى غيره
ونكون على ذلك من الشاهدين كما
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران: 18)
• كلمة سواء :
نوالي من خلالها أولياء الرحمن ،
ونعادي أولياء الشيطان ،
فتكون هي الوشيجة الوحيدة التي يقوم عليها مبدأ التواد والنصرة والتأييد ،
وقد حذر الله سبحانه وبيَّن العواقب التي تترتب على ترك جانب الولاء والبراء الذي تتضمنه هذه الكلمة العظيمة فقال عز من قائل :
إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (الأنفال: 73) .
• كلمة سواء :
ينال لأجلها الموحدون ولاية الله ،
والمشركون ولاية الطاغوت ،
قال تعالى : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 257) ،
وتكون هي الفارقة بين الذين يريدون الآخرة ويسعون لها سعيها وبين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً .
• كلمة سواء :
نخاطب بها المشركين ومن جادل عنهم وندعوهم إلى الإيمان بما آمنَّا ،
والإذعان إلى ما أذعنَّا ،
فإن تولوا عن الانقياد والالتزام – بمقتضى هذه الكلمة – فلنشهد نحن وأنتم :
أننا مسلمون دونهم ، وأننا برآء منهم ومن معتقداتهم ومن معبوداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده وينقادوا لهذه الكلمة السواء ...
تأسياً بإمام الحنفاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام
كما قال ربنا تبارك وتعالى :
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (الممتحنة: 4)
فهذا ديننا وهذه عقيدتنا ملة إبراهيم عليه السلام ..
و الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات