Header Ads

المآل في بيان التلازم بين جهل الديّن وجهل الحال









سم الله الرحمن الرحيم

"المآل في بيان التلازم بين جهل الديّن وجهل الحال"


الحمدُ لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الذي خلق الإنسان من ماءٍ وطين،وكلفه بعبادته وإعمار الأرض بالديّن، والصلاة والسلام على رسوله الأمين،وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد،،،
_ الناظر بعين البصر والبصيرة لجماعات المقاتلة على إختلاف مسمياتهم وطوائفهم يعلم علم اليقين إن أساس الإشكال عندهم الجهل بأصل الديّن، فهي بالأساس تجهل ماهية أصل الدين ..!!! و تجهل كيفية تحقيق هذا الأصل أو الدخول فيه ..!! وتجهل ماهي الأفعال أو النواقض التي يكون من أرتكبها ناقضاً لهذا الاصل وخارجاً عنه بالكلية..!!
_ فأصل الديّن عند القوم ليس أصلاً وإنما مثله مثل أي مسألة فقهية والخلاف فيه خلاف تنوع فحسب ، فالتخبط والتناقض هو السمة الغالبة عليهم في تقرير هذا الأمر خصوصاً عند حوارهم في تكفير المخالف لهم فيه.
_ وهذا يظهر جلياً عند تقريرهم لأصل الدين كحكم عام فيقرون أن تكفير المشركين من أصل الدين و أن ذلك هو معني النفي في شهادة التوحيد ومعني الكفر بالطاغوت هذا كحكم نظري عام، أما عند إعمال هذا التقرير كركن لشهادة التوحيد وجعل تكفير المشركين كشرط لتحقيق التوحيد تجد التناقض والاضطراب والنفي والإثبات في آن واحد، وأحياناً تجد النكران الصريح لكون تكفير المشركين من أصل الديّن.
_ وعندما يُضطرون يخلطون قصداً بين مسائل التوحيد ومسائل الفرائض ومسائل العقيدة التي هي واجبة على كل مُكلف وإن لم تبلغه الشرائع وبين مسائل الشرائع التي لا تُعرف إلا بالوحي ولا يؤاخذ المرء بها مالم تبلغه النصوص بذلك.
_ وأصل ديّن الإسلام هو توحيد الله والبراءة من المشركين وهي ملة إبراهيم عليه السلام القائل كما في قوله تعالى :(إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين) وقوله تعالى قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا براءو منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العدواة والبغضاء ....) الممتحنة
فمن لم يتبراء من المشركين لم يحقق ملة إبراهيم كما قال تعالى : ( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) والهيئة الشرعية للبراءة من المشركين هي الحكم بتكفيرهم وتسميتهم بالمشركين ومن ثم تنزيل أحكام الشرك والكفر عليهم من بغض وعدواة وإستحلالاً للدم والمال وليس كما أدعى من زلت قدمه وضل فهمه في المسألة أن البراءة من المشركين هي بغضهم وعدواتهم ووصف فعلهم بالضلال والشرك فحسب، أو تكفيرهم عموماً والتوقف في تكفيرهم على التعيين .
_ والبراءة من المشركين ليست زعماً أو إدعاءً أو مجرد أمر ذهني أو إقراراً فحسب وإنما تكفيراً قولاً وعملاً ويكون ذلك بتنزيل الأحكام على المشركين عموماً وأفراداً على التعيين منكم "ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بينا وبينكم العدواة والبغضاء..) الممتحنة
_ إن العلم بأصل الدين والعلم بحال الناس اليوم وما هم عليه من شرك وكفر متلازمان فلا يتصور البتة أن امرئٍ يعلم أصل الديّن حق العلم ثم يجهل أديان الناس اليوم، كما أن جهل حال الناس اليوم وما هم عليه من أديان تناقض دين الإسلام يدل دلالة صريحة على الجهل بأصل دين الإسلام وهذا يدل على التلازم بينهما.
_ إن علم المرء بدين قومه الذين يعيش بينهم أمراً حتمياً ويُعد من العلم الضروري الذي لا يجتهد المرء في معرفته فكما يعرف عادات قومه وتقاليدهم ولغتهم وأعيادهم يعرف أديانهم، فإذا علم أنها تناقض دين الإسلام يكون حينها علم أصل دين الإسلام إما إن جهل ذلك دل جهله لكونها تناقض دين الإسلام على جهل بدين الإسلام إبتداءً، فمن يعيش مثلاً بين عباد البقر يعلم أن قومه يمارسون بعض الطقوس تجاه البقر ويعلم أنهم يفعلون ذلك قربةً وتعبداً وإن كان يجهل أن ذلك يناقض أصل دين الإسلام.
_ وتحقيق البراءة من المشركين في الواقع تكون بالبراءة مما عليه القوم من الشرك والكفر و بغضهم و معاداتهم و تكفيرهم و اعتقاد بطلان ما هم عليه من العبادات الباطلة التى تصرف لغير الله سواء كان ذلك في الشعائر و النسك من تقريب القرابين للأضراحة والتي تمارس على مرمى و مسمع من الناس.
_ وأدعياء السلفية الذين يعذرون عباد القبور بالجهل رغم أن القرءان بين أيديهم ويسبون كل من يتكلم في التوحيد، و شرك الحكم و التحاكم من تبديل لاحكام الله باحكام الطاغوت و تحاكم الناس زرافات وواحدانا لهذه المحاكم الطاغوتية و تعتبر المحكمة الطاغوتية من صور و معالم الطاغوت المنتشرة بين الناس اذا كانوا مسلمين كما تدعون و تزعمون لماذا لا ينكرون هذه المحاكم و يزيلونها و لانهم جهال بحقيقة الاسلام فجاهل الشيئ لا يعتقده ولايمكن أن يكون من أصحابه و كذلك شيوع شرك الولاية المتمثل في صرف الولاء و البراء لغير الله مثل الانخراط في هذه الجيوش الطاغوتية و غير ذلك من الكفريات كالخروج في مظاهرات حاشدة للمطالبة بالدايمقراطية و دولة القانون و المؤساسات و الدولة المدنية العلمانية و الولوج و المشاركة في هذه الانتخابات لانتخاب من ينوب عنهم في التشريع مع الله عياذا بالله _ ومن مظاهر الشرك في التعليم الوقوف للعلم وتحيته وتعظيمه توقيراً وتقديساً له و في الجامعات قد خصصت هذه الدول والحكومات الطاغوتية كليات المسماة بكلية القانون و ترعى الدول هذه الكليات و تعظمها فإهمال هذا الواقع والحكم على هذه الاقوام المشركة عموماً و افرادا بالشعائر أو التوقف فيهم أو الحكم بإسلام من لم يكفرهم يُعد تخبط واضح في أصل الدين وعدم تحقيقاً له فالواقع ليس دليلاً على كفر الناس وإنما مناط تتنزل عليه كل الأدلة التي تبيّن أن من مارس الشرك والكفر لم يحقق أصل دين الإسلام.
وإن تقرير المقاتلين بأن الأصل في الناس اليوم الإسلام بحجة أنهم يظهرون التلفظ بالشهادتين وشعائر الإسلام من صلاة ونسك مع إظهارهم للشرك والكفر بشتى صنوفه لا تعدوا سوى محاولة منهم فقط للدفاع عن دينهم المتناقض الذي ليس له أصل عندهم يضبطون به الداخل فيه والخارج منه، فالقضية قضية جهل بأصل الدين والجهل بالواقع إدعاءً ليس إلا.

و الناس اليوم الذين يمارسون شعائر الإسلام هم أكثر الناس ارتكاباً للشرك والشعائر ليست أصلاً للدين بالأساس وإنما قرائن تدل عليه في حال كونها تكون خاصة بالمسلمين واليوم حقيقة الاسلام قد انتفت في حق هذه الأقوام والشعائر كانت في و اقع الرسول صلى الله عليه و سلم فاصلة ما بين الاسلام و الشرك وهذه الشعائر الان يشترك فيها المسلم مع الكافر لذلك لا تكون قرينة دالة على إسلام الفرد أو الجماعة ولما أنتشر الإيمان بمسيلمة رسول الله عند أهل اليمامة لما تعد الشعائر دلالة على إسلام الفرد أو الجماعة منهم مع إظهارهم للتلفظ بالشهادتين والصلاة وغيرها من شعائر الإسلام.
والخلاصة أن التلازم بين جهل أصل الديّن وجهل حال الناس وما هم عليه من أديان تناقض أدل دين الإسلام بات أمراً ضرورياً وواضحاً لكل من أنار الله بصيرته واهتدى بنور وحيه وأتبع رسله عليهم السلام..
و الله المستعان و الله أعلم و أحكم.



ليست هناك تعليقات