Header Ads

الله قد قدم في كتابه الكريم الكفر بالعابد قبل الكفر بالمعبود




إن الله قد قدم في كتابه الكريم الكفر بالعابد قبل الكفر بالمعبود فكيف يكون الأول من الواجبات والثاني من الأصل عند بعض الناس!؟

ولا تتحقق عبادة الله إلا بالكفر بكل ما يعبد من دون الله والكفر بعابديه، والكفر بالعابد مُقدّم على الكفر بالمعبود كما دلت على ذلك نصوص الوحي المنزل.

قال تعالى: ﴿وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا ٤٨﴾ [مريم: ٤٨].

وقال: ﴿فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا ٤٩﴾ [مريم: ٤٩].

وقال: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [الممتحنة : ٤].

وقوله تعالى في سورة توحيد الألوهية: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١﴾ [الكافرون: ١] السورة، أي يا أيها الفاعلون الكفر بالله. ذكر البراءة من الذين فعلوا الكفر قبل أن يذكر البراءة من فعلهم وهو عبادة غير الله.. ﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢ ﴾ [الكافرون: ٢].

فالبراءة تكون أول ما تكون من الفاعلين العابدين غيره وليس من مجرد أفعالهم وأقوالهم فقط أو مما يعبدونه من دون الله، بل إن البراءة من العابد تستلزم وتقتضي البراءة من العبادة والمعبود؛ فلهذا قال الرسول ﷺ عن هذه السورة (هي براء من الشرك) أو كما قال.

وقال تعالى: ﴿وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ ﴾ [الكهف: ١٦].

فالله في كتابه الكريم أحيانًا يذكر البراءة من الالهة الباطلة، وأحيانًا يذكر البراءة من عبادتها ودينها، وأحيانًا يذكر البراءة من المشركين، وأحيانًا يقرنها ببعضها، وكلها مستلزمة لبعضها.
ولا تتحقق هذه البراءة إلا باعتقاد أنهم مشركون كفار ليسوا على شيء حتى يحققوا الإيمان بلا إله إلا الله نفيًا وإثباتًا بالاعتقاد والقول والعمل، فمن اعتقد بإسلامهم فقد والاهم، ومن اعتقد بكفرهم فقد تبرأ منهم، ولا سبيل إلى تحقيق عقيدة الولاء والبراء الذيْن هما الترجمة العملية لعقيدة التوحيد إلا إذا اتضح السبيلان وانقسم الفريقان.



ليست هناك تعليقات