لا يستقيم الإسلام إلاَّ بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه
لا يستقيم الإسلام إلاَّ بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه:
______________________________ ________
- قال الشيخ محمد بن عبد الطيف بن عبد الرحمن رحم الله الجميع:
(وقد قال : {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير} [الأنفال/73]
قال بعض العلماء الفضلاء: الفتنة في الأرض الشرك، والفساد الكبير اختلاط المسلم بالكافر ، والمُطيع بالعاصي، فعند ذلك يختل نظام الإسلام وتضمحل حقيقة التوحيد، ويحصل من الشر ما الله به عليم. فلا يستقيم الإسلام، ويقوم قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرتفع علم الجهاد، إلاَّ بالحب في الله والبغض فيه، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والآيات الدالة على ذلك، أكثر من أن تُحصر. وأما الأحاديث، فأشهر من أن تُذكر، فمنها: حديث البراء بن عازب، رضي الله عنه، مرفوعاً ((أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله، والبغض فيه)) وعن أبي ذر رضي الله عنه، أفضل الإيمان: الحب في الله والبغض فيه؛ وفي حديث مرفوع ((اللهم لا تجعل لفاجر عندي يداً، ولا نعمة فيودّه قلبي، فإني وجدت فيما أوحيته إليَّ {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [المجادلة/22])). وفي (الصحيحين)، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، مرفوعاً ((المرء مع من أحب)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل)) وعن أبي مسعود البدري، رضي الله عنه مرفوعاً: ((لا تصاحب إلاَّ مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلاَّ تقي)) وعن علي رضي الله عنه، مرفوعاً ((لا يحب رجل قوماً إلاَّ حُشِر معهم)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والقوهم بوجوه مُكفهرّة، والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم)) وقال عيسى عليه السلام: تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقرَّبوا إلى الله بالبعد عنهم، واطلبوا رضا الله بسخطهم. وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان، ولو كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك، يعني حتى تكون محبته وموالاته لله، وبغضه ومعاداته لله؛ قال رضي الله عنه: وقد صارت عامة مؤاخاة الناس، على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا. فإذا كان هذا كلام ابن عباس، وهو في خير القرون، فما زاد الأمر بعده إلاَّ شدة، وبعداً عن الخير، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يأتي على الناس زمان، إلاَّ والذي بعده شرٌ منه)) بل كانت موالاة الناس اليوم، ومحبتهم، ومعاشرتهم، على الكفر والشرك والمعاصي؛ فليحذر العبد كل الحذر من الانهماك مع أعداء الله، والانبساط معهم، وعدم الغلظة عليهم، أو أن يتخذهم بُطناء وأصحاب ولآيات، ويستنصح منهم، فإن ذلك موجب لسخط الله ومقته. قال القرطبي في تفسيره عند قوله : {لا تتخذوا بطانة من دونكم} [أل عمران/118] نهى الله عباده المؤمنين، أن يتخذوا من الكفار واليهود، وأهل الأهواء والبدع، أصحاباً وأصدقاء، يفاوضونهم في الرأي، ويسندون إليهم أمورهم؛ وعن الرُبيع {لا تتخذوا بطانة} لا تستدخلوا المنافقين، ولا تتولوهم من دون المؤمنين؛ ويُقال: كل من كان على خلاف مذهبك ، لا ينبغي لك أن تُخادنه، وتُعاشره وتركن إليه) .
- وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : (ولكن تأمل أرشدك الله قوله - أي ابن القيم - : وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلاَّ من عادى المشركين لله إلى آخره يتبين لك أن الإسلام لا يستقيم إلاَّ بمعاداة أهل هذا الشرك، فإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعله، والله أعلم) .
- تحدث الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن نواقض التوحيد ومبطلاته، فقال : (الأمر الثاني من النواقض: إنشراح الصدر لمن أشرك بالله وموادَّة أعداء الله، كما قال : {ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذابٌ عظيم} الآية [النحل/106]، إلى قوله: {وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} [النحل/107]، فمن فعل ذلك فقد أبطل توحيده ولو لم يفعل الشرك بنفسه، قال الله : {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله} الآية [المجادلة/22]. قال : أخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يوادّ كافرا، فمن وادّه فليس بمؤمن، قال: والمشابهة مظنة الموادة فتكون مُحرمه).
- ثم قال : (قال العماد ابن كثير في تفسيره: قيل نزلت في أبي عبيده حين قتل أباه يوم بدر، {أو أبنائهم}، في الصديق يومئذٍ همَّ بقتل ابنه عبد الرحمن.{أو إخوانهم}، في مصعب بن عُمير قتل أخاه عُبيد بن عُمير، {أو عشيرتهم} في عمر قتل قريباً له يومئذٍ أيضاً، وحمزة وعلي وعُبيدة بن الحارث قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذٍ. قال: وفي قوله {رضي الله عنهم ورضوا عنه} [المائدة/119] سرٌّ بديع وهو أنهم لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله، عوضهم الله بالرضا عنهم ورضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المُقيم، والفوز العظيم، والفضل العميم، ونوَّه بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة، في مقابلة ما ذُكر عن أولئك من أنهم حزب الشيطان {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة/19].
الأمر الثالث: موالاة المشرك، والركون إليه، ونصرته، وإعانته باليد، أو اللسان، أو المال، كما قال : {فلا تكونَنَّ ظهيراً للكافرين} [القصص/86] وقال: {ربِّ بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين} [القصص/17]، وقال: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولَّهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة/9]، وهذا خطاب من الله للمؤمنين في هذه الأمة، فأنظر أيُها السامع أين تقع من هذا الخطاب وحكم هذه الآيات) .
______________________________
- قال الشيخ محمد بن عبد الطيف بن عبد الرحمن رحم الله الجميع:
(وقد قال : {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَّ تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفساد كبير} [الأنفال/73]
قال بعض العلماء الفضلاء: الفتنة في الأرض الشرك، والفساد الكبير اختلاط المسلم بالكافر ، والمُطيع بالعاصي، فعند ذلك يختل نظام الإسلام وتضمحل حقيقة التوحيد، ويحصل من الشر ما الله به عليم. فلا يستقيم الإسلام، ويقوم قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرتفع علم الجهاد، إلاَّ بالحب في الله والبغض فيه، وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، والآيات الدالة على ذلك، أكثر من أن تُحصر. وأما الأحاديث، فأشهر من أن تُذكر، فمنها: حديث البراء بن عازب، رضي الله عنه، مرفوعاً ((أوثق عُرى الإيمان: الحب في الله، والبغض فيه)) وعن أبي ذر رضي الله عنه، أفضل الإيمان: الحب في الله والبغض فيه؛ وفي حديث مرفوع ((اللهم لا تجعل لفاجر عندي يداً، ولا نعمة فيودّه قلبي، فإني وجدت فيما أوحيته إليَّ {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [المجادلة/22])). وفي (الصحيحين)، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، مرفوعاً ((المرء مع من أحب)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل)) وعن أبي مسعود البدري، رضي الله عنه مرفوعاً: ((لا تصاحب إلاَّ مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلاَّ تقي)) وعن علي رضي الله عنه، مرفوعاً ((لا يحب رجل قوماً إلاَّ حُشِر معهم)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والقوهم بوجوه مُكفهرّة، والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم)) وقال عيسى عليه السلام: تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، وتقرَّبوا إلى الله بالبعد عنهم، واطلبوا رضا الله بسخطهم. وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان، ولو كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك، يعني حتى تكون محبته وموالاته لله، وبغضه ومعاداته لله؛ قال رضي الله عنه: وقد صارت عامة مؤاخاة الناس، على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا. فإذا كان هذا كلام ابن عباس، وهو في خير القرون، فما زاد الأمر بعده إلاَّ شدة، وبعداً عن الخير، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يأتي على الناس زمان، إلاَّ والذي بعده شرٌ منه)) بل كانت موالاة الناس اليوم، ومحبتهم، ومعاشرتهم، على الكفر والشرك والمعاصي؛ فليحذر العبد كل الحذر من الانهماك مع أعداء الله، والانبساط معهم، وعدم الغلظة عليهم، أو أن يتخذهم بُطناء وأصحاب ولآيات، ويستنصح منهم، فإن ذلك موجب لسخط الله ومقته. قال القرطبي في تفسيره عند قوله : {لا تتخذوا بطانة من دونكم} [أل عمران/118] نهى الله عباده المؤمنين، أن يتخذوا من الكفار واليهود، وأهل الأهواء والبدع، أصحاباً وأصدقاء، يفاوضونهم في الرأي، ويسندون إليهم أمورهم؛ وعن الرُبيع {لا تتخذوا بطانة} لا تستدخلوا المنافقين، ولا تتولوهم من دون المؤمنين؛ ويُقال: كل من كان على خلاف مذهبك ، لا ينبغي لك أن تُخادنه، وتُعاشره وتركن إليه) .
- وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : (ولكن تأمل أرشدك الله قوله - أي ابن القيم - : وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلاَّ من عادى المشركين لله إلى آخره يتبين لك أن الإسلام لا يستقيم إلاَّ بمعاداة أهل هذا الشرك، فإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعله، والله أعلم) .
- تحدث الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن نواقض التوحيد ومبطلاته، فقال : (الأمر الثاني من النواقض: إنشراح الصدر لمن أشرك بالله وموادَّة أعداء الله، كما قال : {ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذابٌ عظيم} الآية [النحل/106]، إلى قوله: {وأن الله لا يهدي القوم الكافرين} [النحل/107]، فمن فعل ذلك فقد أبطل توحيده ولو لم يفعل الشرك بنفسه، قال الله : {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله} الآية [المجادلة/22]. قال : أخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يوادّ كافرا، فمن وادّه فليس بمؤمن، قال: والمشابهة مظنة الموادة فتكون مُحرمه).
- ثم قال : (قال العماد ابن كثير في تفسيره: قيل نزلت في أبي عبيده حين قتل أباه يوم بدر، {أو أبنائهم}، في الصديق يومئذٍ همَّ بقتل ابنه عبد الرحمن.{أو إخوانهم}، في مصعب بن عُمير قتل أخاه عُبيد بن عُمير، {أو عشيرتهم} في عمر قتل قريباً له يومئذٍ أيضاً، وحمزة وعلي وعُبيدة بن الحارث قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذٍ. قال: وفي قوله {رضي الله عنهم ورضوا عنه} [المائدة/119] سرٌّ بديع وهو أنهم لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله، عوضهم الله بالرضا عنهم ورضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المُقيم، والفوز العظيم، والفضل العميم، ونوَّه بفلاحهم وسعادتهم ونصرتهم في الدنيا والآخرة، في مقابلة ما ذُكر عن أولئك من أنهم حزب الشيطان {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} [المجادلة/19].
الأمر الثالث: موالاة المشرك، والركون إليه، ونصرته، وإعانته باليد، أو اللسان، أو المال، كما قال : {فلا تكونَنَّ ظهيراً للكافرين} [القصص/86] وقال: {ربِّ بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين} [القصص/17]، وقال: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولَّهم فأولئك هم الظالمون} [الممتحنة/9]، وهذا خطاب من الله للمؤمنين في هذه الأمة، فأنظر أيُها السامع أين تقع من هذا الخطاب وحكم هذه الآيات) .
ليست هناك تعليقات