الرد على المحتجين بقصة سيدنا يوسف عليه السلام لاجازة العمل عند الطاغوت
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وهذا رد على موضوع حكم الوظائف عند الطاغوت :
كل الاستدلالات بقصة سيدنا يوسف عليه السلام في هذا الشان باطلة ,لانها لا تاخذ في الحسبان الحالة اللتي كان فيها سيدنا يوسف عليه السلام ,الا وهي حالة الرق و العبودية . لاننا نعلم انه استرق":وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين (20)" ولم نعلم انه تحرر من العبودية, و لايمكن ان يتغير خبر اورده نص صريح صحيح الا بنص صحيح صريح اخر يفيد بتغير الحال, او بالنسخ او التخصيص اذا تعلق الامر بالاحكام
فهو طلب مسؤولية ادارة المخازن لانه عرف ان الملك سيستعمله لا محالة, و حتى لا يستعمله فيما هو كفر مثل رعاية المعابداو القضاء او جباية الضراءب او غيرها, كما ان الملك قد اعطاه التمكين و الامانة بحيث انه لا يمارس عملا لا يريده
فعليه نستخلص من النص الصريح لقصة سيدنا يوسف عليه السلام انه: يجوز للمكره العمل عند الطاغوت, كالعبد او المسجون مثلا ويجوز له تولي المسؤولية عنده ان توفر له شرطا التمكين و الامان, وهذا طبعا لا يخرج من داءرة الاكراه اللذي لايحاسب عليه المسلم
فالاحتجاج بها لمن يطلب العمل عند الطاغوت باطل كاذب لانه يطلب ولاية الطاغوت و يناقض الكفر به
و الادلة على ان سيدنا يوسف كان عبدا رقيقا هي :
وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين-1
ومن خلال الاية عرفنا انه وقع في الرق ولا يوجد اي دليل على انه خرج منه
-2)ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله
- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) ، يقول : في سلطان الملك .
فرب العزة يخبر هنا ان يوسف عليه السلام لم يكن لياخذ اخاه في سلطان الملك الا ان يشاء الله فكيف يدخل فيه هو نفسه ???????
لم يدخل اخوه في دين الملك و سلطانه الا عن طريق الرق لان في شرع الله انذاك كان السارق يعاقب بان يسترق لمن سرق منه
و لم يكن ذلك في شرع الملك, ويوسف هنا اخذ اخاه رقيقا للملك عملا بشرع الله
فالجواب ان اللذي جعله يدخل في سلطان الملك هو اشد انواع الاكراه الا وهو الرق ذاك اللذي منع سيدنا سلمان رضي الله عنه من ان يشهد بدرا و احد مع رسول الله صلى الله عليه وآله و صحبه و سلم
و الله اعلى و اعلم
ليست هناك تعليقات