Header Ads

فضائح الطواغيت والمشركين






قال أحمد بن عمر الحازمي :((أُسُس الدعوة السلفية القائمة على مفهوم لا إله إلا الله ، فالمباينة والمفاصلة منذ أن خلق الله عز وجل البشر إلى يومنا هذا إلى أن تقوم الساعة إنما الخلاف في لا إله إلا الله ، الخلاف إنما وقع في توحيد الألوهية لا في توحيد الأسماء والصفات ولا في توحيد الربوبية ولا فيما يسمى بتوحيد الحاكمية ، الخلاف لم يقع إنما وقع في مفهوم لا إله إلا الله ))شرح لمعة الإعتقاد-الدرس السابع عشر
إن هؤلاء القوم المتصدرين للدعوة قد أضافوا زيادة على انحرافهم وضلالهم ,انحرافا في فهمهم وعقولهم ,وضيقا في أفقهم وإنما يدل هذا إما على قلة علمهم وليس هذا بوارد وإما على تحريفهم للدين وحرف مسار العقيدة إلى حيث يريدون إضلالا للعباد وزيادة في الكفر والإلحاد .
يدعي الحازمي أن خلاف الأنبياء مع أقوامهم لم يكن إلا في توحيد الألوهية لا في غيره(( لا في توحيد الأسماء والصفات ولا في توحيد الربوبية ولا فيما يسمى بتوحيد الحاكمية))
فالسؤال هنا إذا هل كان أبوجهل وعتبة وأمية على عقيدة السلف في مسائل الأسماء والصفات؟!
وهل كان أبو لهب والوليد يقرون لله وحده بالحاكمية؟!
ولتعلم أيها القارئ مدى التلبيس أو الجهل عند هؤلاء, ليس عليك إطالة البحث بين الكتب والمجلدات فقط عليك قراءة القرآن وانظر :
قال تعالى : ((قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) أليس هذا هو توحيد الحاكمية يا حازمي؟!
وقال تعالى : ((إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله )) أليس هذا هو توحيد الحاكمية يا حازمي؟!
وقال تعالى : ((وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا)) أليس هذا هو توحيد الأسماء والصفات يا حازمي؟!
وقال تعالى : ((وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد)) أليس هذا هو توحيد الربوبية يا حازمي؟!فإن القدرة متعلقة بربوبية الله عزوجل.
وقال تعالى : ((وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون)) أليس هذا قدح منهم في الربوبية يا حازمي؟ّ!
و عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب قال فسمعته يقول { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم .)) سنن البيهقي
. أليس هذا هو توحيد الحاكمية يا حازمي؟!
ولو تتبعت هذا الأمر لوجدت كثيرا من آيات القرآن تدور حول هذه الأمور من تقرير لربوبية الله التي لم تكن تنكرها قريش والمشركون كليا بل تقر ببعضها كالإقرار بأن الله الرازق والخالق ثم يكفرون بربوبيته في كونه قادر على إحياء الموتى وبعثهم , وكونه هو الحكم لا حكم لغيره ولكن المشركين كانوا يشرعون وفقا لأهوائهم ويتحاكمون لطواغيتهم ولا ينكر هذه الأمور إلا مكابر.
أما أقوال العلماء في أن المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية فيحمل على إقرارهم بكونه موجودا قائما بذاته وأنه خالقهم ورازقهم وأنه بيده ملكوت كل شيء, أي أنهم مقرون بكثير من حقائق توحيد الربوبية لا أنهم موحدون توحيدا تاما لله في ربوبيته, فهل من يوحد الله في ربوبيته يجعل له بنين وبنات, ويشرع من دونه ما لم ينزل به سلطانا؟!
وكذلك فإن توحيد الحاكمية ليس مستقلا كما يزعم الحازمي , بل هو من توحيد الربوبية ومن توحيد الألوهية فإن كون الله هو الرب الخالق الرازق فلا يحكم في حياة الناس غيره , وكونه هو المستحق للعبادة والتأليه فلا يتوجه العباد بصلاتهم وصيامهم ونسكهم وفصل خصوماتهم إلا له وهذا توحيد الألوهية.
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((إن الله لا ينزع العلم بعد إذا أعطاكموه انتزاعا ولكن ينزعه مع قبض العلماء بعلمهم فيبقي ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون)).
وهذا حال هذه الأمة اليوم , وإلا فما معنى أن يكون الحازمي وهو ممن يتصدر للعلم لا يعرف أو يتجاهل أمرا لا يجهلها ادنى مسلم قرأ القرآن ولو لمرة, والمشكلة دائما ليست في الشخص المتصدرسواء الحازمي أو غيره بل في أتباعه الذين تطيب لهم نفوسهم تأجير عقولهم وتسليمها للكهنة يلعبون بها كيفما شاءوا , ثم محاولة رفع قيمة هذا الشخص لمراتب الأئمة الأعلام والدفاع المستميت عن شخصه وأفكاره .

والحمد لله رب العالمين



ليست هناك تعليقات