Header Ads

أبو بصير الطرطوسي وجنود الطاغوت




يقول أبو بصير الطرطوسي- في رسالة موجهة إلى (أنصار الشريعة) في اليمن

ثم ما هي مشكلتكم مع الجندي اليمني ـ تتعاملون معه وكأنه هو الجندي الأمريكي! ـ وقد وقف مع ثورة الشعب اليمني المسلم في ثورته المباركة، ضد الطاغية علي صالح، ونظامه .. وكان من جملة الخارجين على الطاغية، والهاتفين بسقوطه، وسقوط نظامه!

أهكذا يُكافأ ويُعامَل على نصرته لثورة الشعب اليمني المسلم ..؟!

كان من قبل مع الطاغية .. فتقتلونه .. وبعد أن خرج على الطاغية ونظامه، وآثر الوقوف مع أهله وشعبه ضد الطاغية .. تقتلونه أيضاً؟! 

أهكذا هي الشريعة التي تنادون بها .. والتي تعملون من أجلها ..؟! 

كنا نتوقع منكم أن تكونوا مع ثورة الشعب اليمني المسلم .. وأن تنصروا ثورته .. وأن تكون لكم استراتيجية جديدة .. تتناسب مع عهد الثورة اليمنية المباركة .. وما بعد الثورة اليمنية .. لكننا فوجئنا أنكم على عهدكم القديم بالقتال والتقتيل .. وكأن الطاغية علي صالح لم يرحل ـ أو قد ساءكم رحيله ـ وكأن الثورة لم تكن ولم يطرأ على اليمن أي تغيير!

ويقول أيضا (( نحن .. والشعب اليمني المسلم الأبي، وكل العالم المسلم .. لن يختلف معكم عندما يحط أرضكم الغزاة المعتدون .. سواء كانت أمريكا أو غيرها .. في وجوب جهادهم وقتالهم .. وإخراجهم صاغرين من البلاد ... ولكن أين جهادكم وقتالكم من هذا المعنى ..؟! )) موقع الطرطوسي

إن العقيدة ليست بهذا التميع الذي يحسبه هؤلاء , فهل ترك الجندي من نصرة طاغوت لكي ينصر طاغوت آخر يجعله من أولياء الله؟! , وهل الدكتاتوري كافر والديمقراطي مسلم ؟!,ومتى كانت ثورة اليمن وغيرها من ثورات الكفر العربي تسعى لتحكيم شرع الله ؟.
إن الامر لا يعدو أن يكون عداءً شخصيا لطاغوت بعينه ,وإلا ما الفرق بين علي صالح وبين عبد ربه منصور أو بين حسني مبارك وبين محمد مرسي؟! .

وهل أمرنا الله بقتال أمريكا ومنعنا من قتال اذنابها وعملائها فقط لأنهم أقربائنا؟
يقول سيد قطب رحمه الله : ((إن الله - سبحانه - لا يريد أن يُعَنِّت رسوله والمؤمنين معه . إنما هو -سبحانه - يعلم أن ليس هذا هو الطريق ، ليس الطريق أن تخلص الأرض من يد طاغوت روماني أو طاغوت فارسي ، إلى يد طاغوت عربي . فالطاغوت كله طاغوت ! إن الأرض لله ، ويجب أن تخلص لله . ولا تخلص لله إلا أن ترتفع عليها راية : " لا إله إلا الله " . وليس الطريق أن يتحرر الناس في هذه الأرض من طاغوت روماني أو فارسي ، إلى طاغوت عربي . فالطاغوت كله طاغوت ! أن النـاس عبيد لله وحده ، ولا يكونون عبيداً لله وحده إلا أن ترتفع راية : " لا إله إلا الله " - لا إله إلا الله كما يدركهـا العربي العارف بمدلولات لغته ، : لا حاكمية إلا الله ، ولا شريعة إلا من الله ، ولا سلطان لأحد على أحد ، لأن السلطان كله لله)).

 

سئل أبو بصير الطرطوسي عن من يكفر المشاركين في الديمقراطية بدون إقامة الحجة فأجاب قائلا:

((لا يقدم على تكفير مجموع العلماء والدعاة بالجملة الذين دخلوا المعترك الديمقراطي أو أقروه .. عاقل يتقي ربه .. ولا يقدم على هذا الفعل الشنيع إلا كل جاهل هان عليه دينه .. ملوث بشبهات الغلاة من الخوارج، إن لم يكن هو من الغلاة الخوارج .. !! 

لكن من كفر آحاد الدعاة بعينه لدخوله المعترك الديمقراطي وتلوثه بها وبمزالقها .. فإنه يُنظر إلى حاله: إن كان من ذوي العلم والاجتهاد، وأصوله أصول أهل السنة والجماعة، ولم يُعرف عنه غلو ولا إرجاء، ثم هو كفَّر ذلك الداعية لقرائن تلزمه بتكفيره شرعاً، قد لا تكون هذه القرائن ظهرت لغيره .. فمثل هذا ليس عليه شيء ـ حتى وإن أخطأ في الحكم ـ ولا يجوز أن يُشنع عليه تكفيَره لذلك الداعية ..!! 

أما إن كان ذلك المكفِّر لذلك الداعية من عوام الناس، أو ممن عُرفوا بالطلب للعلم لكن أصوله أصول الغلاة المخالفة لأصول أهل السنة والجماعة، أو قد عُرف بالغلو والتنطع وكثرة الهوى .. فمثل هذا يُنكر عليه، ولا يُلتفت إلى تكفيره، ولا يُعتد به .. وهو متهم سواء أصاب أم أخطأ)).فتاوى موقع الطرطوسي

كيف يكون تكفير من أقر بالديمقراطية غلوا وهي دين بكل معنى الكلمة وكان الأصح أن تقول (كيف لا يقدم من يدعي التوحيد على تكفير مجموع العلماء والدعاة بالجملة الذين دخلوا المعترك الديمقراطي أو أقروه)
فإنه لا يصح لمسلم دينه إلا بالبراءة من الشرك وأهله ولا تفريق في دين الله فيما افترضه على عباده من التوحيد بين عامي وعالم فكلهم مطالب بهذا , وليست المسألة خلافية انتقائية كما يحلو للمذكور توصيفها بأن يقول مسلم بكفر المشرع مع الله وقد يتوقف آخر !!وهل هناك أظهر من كفر الديمقراطيين بل انهم أخبث من انتسب إلى الإسلام في هذا الزمان الذين أفسدوا عقول الشعوب وحرفوا دين الله. 

إنّ تكفير الكافرين ليس لغزًا من الألغاز، ولا سرّا من الأسرار، إنه جزء لا يتجزّأ من أصل الإسلام، فالإيمان بكفر الكافر من مقتضى التوحيد، ومن المعلوم من دين الإسلام ضرورة، فهو حتمية يفرضها الإيمان بالإسلام، وليس أمرا خياليا لا مكان له في دنيا الناس كما يعتقد الطرطوسي،وهو من أكثر القوم اهتماما بالكفر الذي يأتيه المنتسبين للإسلام، غير أن كلامه لا يعد إلا كلاما فلسفيا عامّا لا صلة له بالواقع، فإنه في واقع الأمر يعتبر أهل الشرك مسلمين.
ثم لو سألنا الطرطوسي هل من دخل وأقر دين غير دين الإسلام يكون كافرا لا مجال لموحد أن يتوقف في تكفيره ؟؟فإن كان الجواب بنعم وسيكون فنقول ما بالك أخرجت أهل دين الديمقراطية من نفس الحكم
وقد قال الطرطوسي: ((الديمقراطية تدخل في معنى الدين لغة واصطلاحاً، ومن يتدين بدين الديمقراطية مثله مثل من يتدين باليهودية، أو النصرانية، أو المجوسية أو غيرها من النحل والأديان، ولا فرق بينها حيث كلها تجتمع على تقرير عبادة العباد للعباد – وإن اختلفت الصور والأشكال – وعلى دخول العباد في دين العباد وجور الأديان، وليس في دين الله تعالى .

وهؤلاء الذين ينكرون علينا تسميتنا للديمقراطية بالدين، عليهم أن يقرؤوا القرآن من جديد، ويتفقهوا في التوحيد، ويراجعوا المفاهيم والمبادئ الأساسية لدين الله تعالى، هو خير لهم وأحسن)) حكم الإسلام في الديمقراطية والتعددية الحزبية.

فهو يقر بكون الديمقراطية دينا مثلها مثل النصرانية و اليهودية ثم مع ذلك لا يكفر أهلها ويعتبر الموحدين الذين يكفرونهم (غلاة) ,وهو بذلك ينطبق عليه قول القاضي عياض رحمه الله : ((ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقف فيهم، أو شك ، أو صحَّح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك)) الشفا بتعريف حقوق المصطفى   
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات