أعلم هداك الله للحق
أعلم هداك الله للحق بأننا عندما نتكلم عن أصل المعتقد ونقيضه، فإننا نتكلم عن أمورا من أظهر الظاهر، وأحكم المحكم، وأبين المبيّن، ألا وهو: إفراد
الله بما يستحقه والكفر بكل ما يعبد من دونه وكون الذي تلبس بالأول مسلم(لغة وشرعا وفطرة وعقلا) وكون الذي تلبس بالثاني مشرك(لغة وشرعا
وفطرة وعقلا)كذلك
والذين لا يميزون بين دين المسلمين ودين المشركين تجدهم ينسبون تكفير المشركين ووصفهم بالشرك إلي الأرباب، لأنهم عندهم حصيلة لا بأس بها من الجهل المركب.
فلو قلت لهم: ما حكم عُباد بودة والبقر والجرذان، لما ترددوا في ذلك البتة وقالوا هم كفار، لماذا!؟ لأنهم على {("يقين")} بأنهم في دين يخالف
الإسلام، ولأنهم على يقين بأنهم يعبدون غير الله وإن زعموا بأنهم يقرون لله بالربوبية
فالمشكلة أنهم هم أنفسهم مشركين ولا يجوز لنا أن ندعوهم إلي اعتقاد كفر المشركين بل يجب أن نبين لهم أنهم هم المشركين أصلا، ونبين لهم
حقيقة هذا الدين ومن منطلق هذه الحقيقة "خروج كل من لم يدين به من دائرته".
وهذا ما لم يتصوره أصحاب السلفية القتالية المعاصرة، لم يتصوروا خروج كل من لم يحقق الإسلام من دائرته، وهم يعتقدون بزعمهم بأنه يوجد
أناس يعلمون حقيقة التوحيد والشرك ولكنهم لا يعلمون بأن مرتكب الشرك مشرك، لأن وصف المشركين بالشرك كما يزعمون أنه يعلم بالشرع وليس من الاصل
فتصوروا معي بأن أصحاب رسول الله لم يكونوا يعلمون بحكم أبي جهل وباقي مشركي قريش بسبب عدم بلوغ النص، وقبل بلوغ النص كانوا
يتوقفون لأن المسألة تعبدية والأصل التوقف حتى يرد النص
إذا ما هو هذا النص الذي بلغ!؟ وهل كان أبي جهل مسلما جاهلا!؟ ثم بعد ذلك أصبح كافرا معاندا!؟
أسال الله أن يهديهم من تقليد أبي محمد المقدسي بأن قال لهم (ليس شرطا في الدخول في الإسلام تكفير المشركين) وهو أول من قال ( تكفير
المشركين من الواجبات)، وقد قال أيضا (ليس شرطا لدخول في الإسلام تكفير الطاغوت) هذه صعبة صح، وتُنفر أليس كذلك. هذا هو عين التحريف
والتمييع لأصل الدين يا من تبحثون عن الحق
ليست هناك تعليقات