ملة الخليل إبراهيم البراءة من أهل الشرك وشركهــم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعدمما لا شك فيه أن ملة إبراهيم هي البراء من الشرك وأهله بتكفيرهم ومعاداتهم.
وقد قطعت بذلك الكثرة الكثيرة من النصوص.
ـ فالبراءة من الشرك قد صرح به في المواطن المتعددة؛ كقوله تعالى:
﴿قُلْ إِنّمَا هُوَ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ وَإِنّنِي بَرِيءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام:19].وغير ذلك كثير جداً قرآناً وسنة.
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنّيَ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ﴾ [الأنعام:74].
فانظر إلى قوله عليه السلام لأبيه عابد الأصنام ﴿إِنّيَ أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ﴾ تعلم وبوضوح ما كان عليه من مفاصلة المشركين، حتى أقرب الناس إليه بلا تردد، ولم يعذرهم بجهل ولا غيره.
﴿وَكَذَلِكَ نُرِيَ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ [الأنعام:75].
وتستمر الآيات الشارحة المبينة لملة إبراهيم عليه السلام:
﴿فَلَمّا جَنّ عَلَيْهِ الْلّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّآ أَفَلَ قَالَ لآ أُحِبّ الاَفِلِينَ فَلَمّآ رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـَذَا رَبّي فَلَمّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لّمْ يَهْدِنِي رَبّي لأكُونَنّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالّينَ فَلَماّ رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـَذَا رَبّي هَـَذَآ أَكْبَرُ فَلَمّآ أَفَلَتْ قَالَ يَقَوْمِ إِنّي بَرِيَءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ إِنّي وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:76/79].
فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صور الملائكة السماوية، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذي هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكتة ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر وغير ذلك مما يحتاجون إليه وبين في هذا المقام – الثاني – خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهى الكواكب السيارة السبعة المتحيرة،
وأشدهن إضاءة وأشرفهن عندهم الشمس ثم القمر ثم الزهرة. فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار ـ بأفولهم ـ وتحقق ذلك بالدليل القاطع قال:" يا قوم إني برئ مما تشركون" أي بريء من عبادتهن وموالاتهن..﴿إِنّي وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أ.هـ.
فانظر إلى قوله تعالى" إِنّي بَرِيَءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ " تجد صراحة البراءة من الشرك.
وانظر إلى قوله تعالى:" وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " تجد صراحة البراءة من المشركين.
﴿وَحَآجّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجّوَنّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّ أَن يَشَآءَ رَبّي شَيْئاً وَسِعَ رَبّي كُلّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقّ بِالأمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام:80/81].
قال: وهذه الحجة نظير ما احتج بها نبي الله هود عليه السلام على قومه [عاد] فيما قصَّ عنهم في كتابه؛ حيث يقول:
﴿قَالُواْ يَهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيَ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِن نّقُولُ إِلاّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنّيَ أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُوَاْ أَنّي بَرِيَءٌ مّمّا تُشْرِكُونَ﴾ [هود:53/54] أ.هـ.
ثم يجئ من الله فصل القضاء بين الفريقين:
﴿الّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوَاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مّهْتَدُونَ﴾ [الأنعام:82].
قال ابن زيد وابن إسحاق: هذا من الله على فصل القضاء بين إبراهيم وقومه. أ.هـ
وقال الإمام أحمد بسنده عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية شقَّ ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟ قال: [إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ﴿يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾ إنما هو الشرك] أ.هـ.
______________________________________
وهذه البراءة من الشرك والمشركين، والتي هى ملة إبراهيم حنيفاً، جمع بيانها أيضاً في الموضع الآخر : ﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَأَدْعُو رَبّي عَسَىَ أَلاّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبّي شَقِيّاً إلى قوله .. فَلَمّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ﴾ [مريم:48/49].
وهى الملة التي أمر الله تعالى خاتم رسله بها وأوجب على أمته اتباعها، وذلك من قوله تعالى:
﴿إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين﴾ إلى قوله:
﴿ثُمّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ اتّبِعْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل:120/123].
فانظر إلى قوله تعالى في الآية الأولى ﴿ولم يك من المشركين﴾.
وانظر إلى قوله في الآية التي بعدها: ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
تعلم كيف تكررت وتقررت لبيان أهمية ذلك وأصالة معناه في أصل كيان هذه الملة الحنيفية، والتي صار بها [أمة] وحده بين
﴿إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين﴾.
ثم قوله :
﴿ثُمّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ اتّبِعْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
أي من كماله وعظمته وصحة توحيده وطريقه أنا أوحينا إليك يا خاتم المرسلين وسيد الأنبياء:
﴿أَنِ اتّبِعْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ أ.هـ.
﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة:4].
فهذه هى الملة الحنيفية العظيمة وما اشتملت عليه وأوجبته من البراءة من المشركين كافة بتكفيرهم وعداوتهم.
﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىَ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
قال فيها مسائل:
الأولى: من دعى إلى أية [مِلّةَ] كانت وهى من الملل الممدوحة السالم أهلها قيل له ﴿بَلْ مِلّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾ لأن هذه الملل الأخرى إن كانت باطلة فواضح، وإن كانت صحيحة فملة إبراهيم أفضل، كما قال النبي: [أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة].
الثانية: وهى مما ينبغي أن يتفطن إليه: أنه سبحانه وصفها بأنها ملة إبراهيم حنيفاً بريئاً من المشركين. ذلك أن كلاً يدعيها، فمن صدق قوله بالفعل وإلا فهو كاذب.
الثالثة: أن الحنيف معناه المائل عن كل دين سوى الإسلام لله.
الرابعة: أن من الناس من يدعي أنه لا يشرك وأنه مخلص، ولكن لا يتبرأ من المشركين، وملة إبراهيم الجمع بين النوعين. أ.هـ تاريخ نجد ص505 دار الشروق.
والمرء قد ينجو من الشرك ويحب التوحيد ، لكن يأتيه الخلل من عدم البراءة من أهل الشرك ، وترك موالاة أهل التوحيد ، ونصرتهم ، فيكون متبعاً لهواه داخلاً من الشرك في شُعب ، تهدم دينه وما بناه ، تاركاً من التوحيد أصولاً وشُعباً لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه ، فلا يحـب ولا يبغض ولا يعادي ولا يوالي لجـلال من أنشأه وسوّاه ، وكل هذا يؤخذ من شهادة لا إله إلا لله اهــ
فهذا هو أصل البراء، ولا يكون إلا في مواجهة المشركين لكفرهم وشركهم،
والنص قد جاء على هيئة الجملة الخبرية والتي تفيد الأمر والإلزام، فإن الله تعالى الذي أخبر ببرائته من المشركين وبراءة رسوله من المشركين، أوجب على أهل الإيمان البراءة منهم أيضاً بتكفيرهم ومعاداتهم لهذا الأمر الذي صاروا به مشركين، ولم يكن هذا هو النص الأوحد الدال على ذلك، بل أن ذلك الأمر مما تكاثرت به الأدلة قرآناً وسنة وقد سبق ذكر البعض منها.
أ-كانوا مشركين.
ــــــــــــــــــــــــ
وقد ورد النص على أصل هذه البراءة وشعبها في حق المشركين في قوله تعالى:
﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ وَمِمّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتّىَ تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة:4].
فقد صرحت بالنص الآمر بالبراءة من المشركين والكفر بهم وبما يعبدون من دون الله،
كما صرحت بوجوب إظهار العداوة والبغضاء لهم ما داموا على هذا الكفر.
وقد قيد النص بصريح اللفظ مطلق هذه العداوة [بغاية] محددة تنتهي عندها جميع مظاهر البراءة والتكفير والعداوة والبغضاء. وذلك حين يتحولون إلى الإيمان بالله وحده وهو الأمر المعبر عنه في الآية المذكورة قبلها، حين قال عز من قائل﴿فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ﴾ أي من الشرك والضلال.
ومن شعب البراءة والمتمثلة في مظاهر من البغض والعداوة، وهى المقصودة من حديث أهل العلم عن [عصاة الموحدين] حين قالوا: [ويجتمع في المؤمن ولاية من وجه وعداوة من وجه] وذلك لأن عصاة الموحدين لا يتبرأ منهم، لأن المؤمنون إخوة، ولكن يتبرأ من أعمال السوء من ذنوب أو معاصي أو بدع يتلبسون بها، فيجتمع فيهم أصل الموالاة مع سائر المؤمنين، ونوع من البغض يتناسب مع قدر عصيانهم لله ولرسوله، وفي هذا يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنّي بَرِيَءٌ مّمّا تَعْمَلُونَ﴾ [الشعراء:215/216].
فلا نتبرأ من أهل الإيمان الموحدين، ولكن نتبرأ من فعل المعصية أو الكبيرة أو الابتداع في الدين، ويبقى الولاء العام يجمع أهل الإيمان ويوجب عليهم التناصح فيما بينهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيصيروا خير أمة أخرجت للناس.
ومن شعب الموالاة دون أصله، والتي قد يصرفها المسلم إلى المشركين، فيصبح بها من جنس أصحاب الكبائر والذنوب بالركون اليهم أو معاونتهم على بعض المعاصي أو مشاركتهم فيها أو التودد لهم لتحصيل بعض المنافع الدنيوية مع تميز شركهم بيقين وعدم تصحيح معتقاداتهم أو مذاهبهم الشركية...
وقد قال تعالى في ذلك: ﴿وَدّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ [ن:9].
وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوَاْ إِلَى الّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسّكُمُ النّارُ﴾ [هود:113].
قال ابن كثير رحمه الله في ذلك:
قوله: ﴿وَلاَ تَرْكَنُوَاْ إِلَى الّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ قال على بن طلحة عن ابن عباس: لا تداهنوا. وقال العوفي عن ابن عباس: هو الركون إلى الشرك.
وقال أبو العالية: لا ترضوا بأعمالهم. وقال ابن جرير عن ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا. وهذا القول حسن أي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم أ.هـ.
قال رحمه الله: يعني المشركين والكفار الذين هم محاربون لله ولرسوله وللمؤمنين، الذين شرع الله عدواتهم ومصارمتهم ونهى أن يتخذوا أولياء وأصدقاء وأخلاء.
وقال: ولهذا قبل الرسول عذر حاطب لما ذكر أنه إنما فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد، أي ليس شكاً في دينه ولا رضا بدينهم على عظم ما اقترفه.
قال: ويذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن حذيفة يقول: ضرب لنا رسول الله أمثالأً: واحداً وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر، قال: فضرب لنا منها مثلاً وترك سائرها، قال: [إن قوماً كانوا أهل ضعف ومسكنة، قاتلهم أهل تجبر وعداء فأظهر الله أهل الضعف عليهم، فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم وسلطوهم، فأسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه]أ.هـ.
فقوله تعالى: ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَآءَ﴾ قد دلت على النهي عن صرف شيء من أعمال الولاء لأهل الشرك، وسواء تعلق ذلك بأصل الولاء والمتمثل في الشهادة لهم بالإسلام وتصحيح مذهبهم وعقائدهم الشركية، أو تعلق ذلك بشيء من شعب الموالاة من موادتهم أو الركون والميل إليهم في قليله أو كثيره.
وفي ذلك أيضاً ورد قوله تعالى: ﴿يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾ [المائدة:51].
وهكذا تتعدد الآيات وتتكاثر في النهي عن موالاة المشركين، ذلك النهي الذي لا يفيد التحريم والتجريم فقط، بل يصل الأمر فيه إلى الطعن في صدق الإيمان، وصولاً إلى إثبات أحكام الردة عياذاً بالله إذا تعلق الأمر بانكسار معاني المفاصلة بما ينتفي معه أصل البراءة من الشرك والمشركين، فقد قال تعالى:
﴿وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ﴾ [الممتحنة:51].
نقل ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية عن محمد بن سيرين قال: قال عبد الله بن عتبة: ليتقِ أحدكم أن يكون يهودياً أو نصرانياً وهو لا يشعر. أ.هـ.
﴿لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ
فِي شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران:28].
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيرها: من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء، أي قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر. أ.هـ
وعند قوله تعالى: ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُوَاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ إَنِ اسْتَحَبّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ [التوبة:23].قال القرطبي رحمه الله: ﴿وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَأُوْلَـَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ﴾ أي هو مشرك مثلهم لأن من رضي بالشرك فهو مشرك أ.هـ
وإذا كانت الموالاة المحرمة أصل وشعب كثيرة، فإن كل شعبه من هذه الشعب إذا صرفت إلى المشركين من مداهنة أو تودد أو ركون أو تشبه أو خلافه، جميع ذلك من الموالاة المحرمة،حتى إذا تعلق الأمر بتصحيح عقائدهم على ما هم عليه من شركيات والشهادة لهم بالإسلام فإن ذلك هو أصل الموالاة المحرمة المكفرة:
•والتي يقع بها الخلل في صدق الشهادة التي كانت بالأساس توجب البراءة من الشرك والمشركين في شق النفي الوارد بها.
•والتي ينتفي معها - أي مع هذه الموالاة المحرمة - الانتماء لملة إبراهيم حنيفاً، والتي كانت توجب عليه البراءة من الشرك وأهله.
•كما أن هذه الموالاة المحرمة والتي تعلقت بالأصل وركن المفاصلة، قد انتفى معها الإخلاص الواجب المنصوص عليه في سورة الإخلاص ﴿قل يا أيها الكافرون﴾ وما اشتملت من توحيد القصد والطلب والواجب في حق كل مسلم.
•وفاعل ذلك جعل من أعداء الله المشركين كأولياءه المسلمين.
وقد قال تعالى:
﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [ن:35/36].
ولذا يمكن أن يقال أنه إذا كان الحب والنصرة من معاني الولاء المحرم، وإذا كان التشبه بالمشركين من معاني الولاء المحرم، وإذا كان اتخاذهم بطانه من معاني الولاء المحرم، فإن الأخطر من ذلك كله هو الشهادة لهم بالإسلام أو تصحيح، أو الشك في كفرهم مع ذلك:
( 5/547) ( لا يصح لاحد إسلام الا بمعرفة ما دلت عليه هذه الكلمه ــ لا اله الا الله ـ من نفى الشرك فى العبادة والبراءة منه وممن فعله )أ.هـ.
شعوب أهل زمانه، الذين اجتمعوا على الإشراك بالله عز وجل
.وأما البراءة من المشركين بتكفيرهم ومعاداتهم فقد تكاثرت الأدلة عليه بنفس الكيفية بما لا يخفى، ولكن ما نقصد الاهتمام به في هذا المقام ولفت الأنظار إليه أن هذه البراءة والمفاصلة مع أهل الشرك [عابد ومعبود بغير حق] هي [ملة إبراهيم ] الذي أمر الله تعالى نبيه الخاتم محمد صل الله عليه وسلم، وأمر عباد الله المؤمنين المسلمين متابعته في ذلك. وقد قص علينا القرآن من نبإ ذلك ما جاء في سورة الأنعام وغيرها من أمر هذه الملة الحنيفية وأمر صاحبها عليه السلام؛ حيث يقول
قال ابن كثير في تفسير ذلك: أي تائهين لا يهتدون أين يسلكون، بل في حيرة وجهل، وأمركم في الجهالة والضلال بيِّن واضح لكل ذي عقل سليم أ.هـ
وتستمر الآيات في بيان هذه الملة الحنيفية على صاحبها وعلى رسولنا أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ حيث يقول المولى تبارك وتعالى:
قال ابن كثير رحمه الله: أي نبين له وجه الدلالة في نظره إلى خلقهما على وحدانية الله في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه، كقوله: ﴿قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ﴾ أ.هـ.
وفي هذا بيان لوجه من الإلزام لجميع عباد الله عز وجل، أن ينظروا في ملكوت السموات والأرض نظر التأمل والتفكر في عظمة هذا الملكوت، فيعلم من ثم عظمة خالقه ومدبره، وكما قال وعز من قائل: ﴿إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ
لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ﴾ [آل عمران:190].
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآيات المباركات: والحق أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان في هذا المقام مناظراً لقومه،
مبيناً لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام:
وقد فسر الحنيفية رحمه الله من قوله: "حنيفاً " أي مائلاً عن الشرك إلى التوحيد.
-قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في هذه الآية المباركة: فيها مسائل: الثالثة عشر ـ تصريحه بالبراءة منهم بقوله " وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " أ.هـ
وقد جاءت هذه العبارة بذاتها في المواضع المتعددة من الذكر الحكيم منها سورة يوسف وحيث يقول المولى ﴿قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف:108].
وقد نقل صاحب فتح المجيد عن ابن جرير الطبري في تفسيرها قوله: ﴿وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ يقول أنا برئ من أهل الشرك أ.هـ وقال أيضاً رحمه الله: فهذا هو تحقيق التوحيد: وهو البراءة من الشرك وأهله واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم. أ.هـ
وقد كشفت الآيات عن مناظرة ومحاجة قد وقعت على إثر هذا الإعلان للحنيفية، وقد جادل القوم بكل ما أوتوا من قوة وحجج متهافتة في الدفاع عن أصنامهم وشركهم، ولكن الحق أبلج وحجته أعلى ونوره ساطع ولو كره الكافرون أو جحده الجاحدون؛ قال تعالى:
-قال ابن كثير رحمه الله في تفسير ذلك:
قوله ﴿قَالَ أَتُحَاجّوَنّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِي﴾ أي أتجادلونني في أمر الله وأنه لا إله إلا هو وقد بصَّرني وهداني إلى الحق، وأنا على بينة منه. فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة وشبهكم الباطلة.
-قال صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في هذه الآية العظيمة:
-وقال ابن كثير رحمه الله في ذلك أيضاً: أي هؤلاء أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئاً هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة.
قال البخاري بسنده عن عبد الله قال: لما نزلت ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوَاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ الآية. قال أصحابه: وأينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾.
فملة إبراهيم [الحنيفية] هي البراءة من الشرك وأهله:
1ـ والشرك في قليلة أو كثيرة هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك، ولو كان ذلك ساعة من نهار، ولو كان بكلمة أو فعل لا يلقي له المرء بالاً أو لا يدرك ما به، وكما صحت بذلك الأدلة النصِّية الصريحة.
2ـ وأما البراءة من المشركين بتكفيرهم ومعاداتهم، وهم كل من فعل الشرك، فإن الصحابة لما أشفقوا على أنفسهم من الآية ﴿الّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوَاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ خشوا أن يكون ذلك من فعل الذنوب والمعاصي المجردة، فطمأنهم النبي أن ذلك المستحق للخوف هو الشرك، وهو المقصود، ولم يقل لهم أن ذلك في الكفار الأصليين فقط دون من يقول لا إله إلا الله، بل ظاهر نص الآية الكريمة والحديث الصريح أن ذلك في كل من فعل الشرك، الشرك الأكبر وهو الظلم العظيم مطلقاً، قليله أو كثيره ثم لم يتوب منه.
فهذه هي ملة إبراهيم حنيفاً؛ البراءة من الشرك والمشركين قاطبة،
وقد قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآيات: يمدح الله تعالى عبده ورسوله وخليله إبراهيم إمام الحنفاء، ووالد الأنبياء، ويبرئه من المشركين، ومن اليهودية والنصرانية؛ فقال:
هذا الأمر باتباع ملة إبراهيم في هذا الموضع من سورة النحل قد تكرر إيجابه على أهل الإيمان والتوحيد في المواضع الأخرى؛ ومنها قوله تعالى:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية العظيمة: يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِيَ إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ " أي وأتباعه الذين آمنوا معه " إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ " أي بدينكم وطريقكم " وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً " يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على [كفركم] فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم ﴿حتى تؤمنوا بالله وحده﴾ أي توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد أ.هـ.
-قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: [البقرة:135]
-يقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ :
قال رسول الله : ( من قال لا إله إلا الله وكفربما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ).حديث صحيح
قال الله تعالي " ﴿وَأَذَانٌ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أَنّ اللّهَ بَرِيَءٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾[التوبة:3].
فلهذا الشرك الصادر منهم:
ب-وكانت هذه البراءة منهم المتمثلة في تكفيرهم ومعاداتهم لهذا الأمر الذي صاروا به مشركين.
ج-وكانت الدعوة إلى المشركين بالتوبة من هذا الشرك، لتنتهي هذا البراءة وهذه المعاداة،ليصيروا بعدها أولياء لله أولياء للمؤمنين. لذا فقد قال الله تعالى عقب هذا الإعلان : ﴿فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لّكُمْ﴾ [التوبة:3].
قال ابن كثير في تفسير ذلك: أي مما أنتم فيه من الشرك والضلال أ.هـ
ثم قال تعالى﴿وَإِن تَوَلّيْتُمْ فَاعْلَمُوَاْ أَنّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ﴾ أي هو قادر عليكم وأنتم في قبضته وتحت قهره ومشيئته.
.
وأما شعب البراء
فما يستتبع ذلك وما يقترن بالأصل أو ينفك عنه دون أن يكون انفكاكه دالاً على انتقاض هذا الأصل؛ كشأن المعاصي إن وجدت لا تنافي أصل الإيمان، وإن كانت تنفي كماله.
ومما ورد بالسنة عن ذلك أيضاً ما أورده ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مّنَ الْحَقّ﴾ [الممتحنة:1].
وهكذا يمكن للقارئ الكريم أن يعلم أن النصوص الكثيرة الناهية عن موالاة المشركين قد اشتمل معناها على النهي عن عامة الموالاة لهم من أصل الموالاة وسائر شعبه، وبقدر تحصيل المسلم لذلك، بقدر ما اكتملت البراءة من الشرك وأهله لديه.
قال ابن حزم في هذه الآية أيضاً: صح أن قول الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ﴾ إنما على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين. أ.هـ.
وقال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير نفس هذه الآية الكريمة: من تولى اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، أي من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورض دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه أ.هـ.
وقد قال تعالى أيضاً في النهي عن هذه الموالاة لأهل الشرك والتحذير من عاقبة ذلك:
•والتي ينكسر معها عنصر المفاصلة الواجبة بين أهل الإيمان وأهل الشرك.
فالشهادة لهؤلاء المشركين بالإسلام أو تصحيح عقائدهم هو أصل الولاء ومبدأه، وهو الباب الذي يسمح بعده بصرف كافة مظاهر
الولاء وشعبه الأخرى لهم بلا حرج تبعاً لذلك، ولذا كانت الشهادة لهم بالإسلام أخطر من كافة مظاهر شعب الولاء الأخرى لما في
ذلك، من مناقضه للتوحيد الواجب لرب العالمين، والذي كان احد أركانه ومعالمه الأساسية البراءة من الشرك والمشركين بتكفيرهم
ومعاداتهم. ولما كان تر ك الشرك والبراءة منه وممن فعله اصل الدين كان تكفير الكافر هذا من اصل الدين ومن لم يكفره يكون
ناقضا لاصل الدين , اما انه لم يدخل الاسلام بعد او انه كان قد دخله وترك ما كان عليه من البراءة من الشرك واهله فصار مرتدا .
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب فى الدرر السنية ( 1/ 129 ) فى تعريف الاسلام (هو الاستسلام لله بالتوحيد،والانقياد له بالطاعه والبراءة من الشرك واهله) أ. هـ.
وقال عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب فى مجموعة الرسائل والمسائل
وقال عبداللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ فى الدرر السنية ( 10/53) ( لا يصح دين الاسلام إلا بالبراءة من هؤلاء ــ اى الطوغيت ــ كما قال الله تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ) الاية ) أ. هـ.
وقال سليمان بن عبدالله بن عبد الوهاب فى تيسير العزيز الحميد ( 102) : ( ان معنى التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله ان لا يعبد الا الله وان لا يعتقد النفع والضر الا فى الله وان يكفر بما دونه . ويتبرأ منها ومن عابديها . ) ا.هـ.
وقال عبد الرحمن بن حسن فى الدرر السنية ( 11/523) : ( من عرف معنى لا اله الا الله عرف ان من شك او تردد فى كفر من اشرك مع الله غيره انه لم يكفر بالطاغوت.) أ.هـ.
ليست هناك تعليقات