بعض مناقب الحبر الساحر الكاهن ( الشيخ (العلامة) ابن عثيمين )
كان شديد الحرص على الألفة والإئتلاف في دين آل سعود ، ولا يرى الفرقة والخروج عليهم ولو رأى كفراً بواحاً ، ويرى السمع والطاعة وإن تأمر عليهم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ، وضرب ظهرهم وأخذ مالهم ، ماأقام فيهم حكم الطاغوت
وكان شديد الولاء لآل سعود داباً على عرضهم ، محرضاً على الدخول في طاعتهم والسلوك في سلك ولايتهم ، ينكر ويندد بكل من خلع يد من طاعتهم وكفرهم ، قابضاً وعاضاً بنواجده على قوائم عرشهم ، حتى كاد يحطمها
ولايرى أن دخول أل سعود منظمة الأمم المتحدة (( هُبل الأكبر )) وافتخارهم بذلك وأنهم من الدول السباقة لذلك ، والتزامهم بميثاقها وبنودها الكفرية ، وهيكليتها المشتملة على مجلس الأمن الذي تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء ، ومحكمتها ( محكمة الظلم الدولية ) القائمة على فض المنازعات الدولية بحكم الطاغوت ، لايرى كل هذا مناقضاَ للإسلام وإقراراً بحكم الطاغوت ، الواجب الكفر به وعدم الإحتكام إليه
بل ربما يرى أن المصلحة الشرعية تقتضي ذلك !!
وكذلك لا يرى أن حكام مايُسمَّى بالعالم الإسلامي خارجين عن الملة ، بل هم في كفر دون كفر ، وما لم يستحلوا !! ، وليس بالكفر الذي يذهب إليه الخوارج الذين يكفرون هؤلاء الحكام
نعم والحق يُقال أنه كفّر بعض الطواغيت وشهد عليهم أنهم خرجوا من دين الله وحادّوا الله ورسوله
الأول طاغوت العراق صدّام لمّا هدد أمن دولة التوحيد وعقر دار الإسلام بزعمهم ، خرجت الفتاوى تترادف في تكفيره
الثاني طاغوت ليبيا القذافي خرجت الفتاوى وأُلفت الكتب ، والرد الشافي على مفتريات القذافي ، وبُينت حقيقته وفضحوا فكره وأنه كافر ضال زنديق عدو الله
ولكن قبلها كان هذا القذافي قد سب أسياده وعلمائهم وقال عنهم أنهم أعداء الله وأنهم خنازير الجزيرة ووصفهم بأوصاف مزرية وقال أنه يجب أن يحرر بيت الله من أيديهم
كان الشيخ ابن عثيمين حريصاً على الإستزادة في طاعة ولي أمره باذلاً وسعه في ذلك ، ولكنه مع إجتهاده هذا وحرصه لم يكن بدرجة تفوق فضيلة الشيخ بن باز الوزير ، والذي هو بمنزلة هامان من فرعون ، فقد فاجأ هذا البن باز الجميع ليعلن بجدارة سبقه بالحضوة في هذا المضمار، فقد أخرج فتوى لبس الصليب الشهيرة والتى يُجوز فيها لولي الأمر لبس الصليب إذا رأى وإقتضت المصلحة ذلك ، فحينها سلم له العتيمين وغيره رأية السبق فكان أحق بها وأهلها
هذه بعض مناقب العتيمين في دين أولياءه
-----------------------------
ولكي لانظلم الناس ولانبخسهم حقهم ، يجب ذكر أن ابن عثيمين كان يحفظ الكثير من العلوم الشرعية ، وكان يؤلف بعض الرسائل والشروح المفيدة لطلبة العلم ، ويعقد حلقات العلم في النحو والتفسير وأصول الفقه وغيرها ، وكان محافظاً على السنن حاثاً على التمسك بها في زمن غربة التمسك بالسنن !!
وقد بيّن الله لنا الميزان الذي توزن به الأمور في حادثة مماثلة وهي أن بعض أهل مكة إفتخروا بأعمال وقربات كانوا يعملونها لله ، وهي إكرام ضيوف الله وحجيج بيته بأن يضعوا العسل مع الماء لسقيا ضيوف الله ، وكانوا يكسون بيت الله الحرام ويعمرونه ، فلمّا إفتخروا بذلك على المسلمين أنزل الله فيهم
{ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر } الآية
وكذلك نقول لمن كانت له أعمال يزعم أنه يقدمها لله : أجعلت أعمالك هذه مع إيمانك بالطاغوت ، كمن آمن بالله وكفر بالطاغوت وخلع يده من طاعته وتبرأ منه ومن عابديه !!؟
{ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ }
والعلم الشرعي لما لا يعمل به المرء يكون حاله كحال من قال الله فيهم :
{ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
وقال عن جزاء جريمة من كتم الحق وآثر الحياة الدنيا واشترى بآيات الله ثمناً قليلاً
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ }
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ }
وأمثال هؤلاء لايُطلق عليهم علماء ، إلا بقصد أنهم علماء بدين مَلكهم ومايتطلبه ، أو على سبيل التهكم ، لأن أصل العلم خشية الله وتقواه ، ومن لم يأت بالأصل لايُقال عنه أنه متقي أو عالم ، إلا أن يأت بأساسه ، ثم يتدرج بعد ذلك في مراتبه
قال معاذ بن جبـل ـ سيد العلماء ـ : يُنادى يوم القيامة : أين المتقون ؟ فيقومون في كنف من الرحمن لا يحتجب منهم ولا يستتر قالوا له : من المتقون ؟ قال : " قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله بالعبادة "
قال الله في الحديث القدسي : " أنا أهل التقوى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها آخر فأنا أهل أن غفر له "
ليست هناك تعليقات