ابطال رمز المعطل ابن قطب و ان كلامه في الحاكمية لا يكفي لإثبات الاسلام له
قالَ ابنُ قطبٍ في الظلالِ في تفسيرِ سورةِ البقرةِ : الشأنُ في هذا الإعجازِ هوَ الشأنُ في خلقِ اللهِ جميعاً وهوَ مثل صنعِ اللهِ في كلِ شيءٍ وصنعِ النّاسِ .. ا.هــ
وقالَ في تفسيرِ سورةِ ص :
هذا الحرفُ مِنْ صُنعةِ اللهِ تَعَالى فهوَ موجدهُ ، موجدهُ صوتاً في حناجرِ البشرِ وموجدهُ حرفاً مِنْ حروفِ الهجاءِ التي يتألفُ مِنْ جنسها التعبيرُ القرآني . ا.هــ
وقالَ في تفسيرِ سورةِ طه :
فالقرآنُ ظاهرةٌ كونيةٌ كالأرضِ والسماواتِ تنزلتْ مِنَ الملأِ الأعلى .ا.هــ
إجماع السلف على تكفير الجهمية
فإذا تبينَ هذا وعُلِمَ اعتقادُ صاحبِ الظلالِ في مسألةِ الكلامِ
ليعلمْ أنّ أهلَ الحديثِ قدْ أجمعوا عَلَى تكفيرِ مَنْ قالَ بخلقِ القرآنِ بلْ وأجمعوا عَلَى تكفيرِ مَنْ شكّ في كفرهِ ، كما نقلَ ذلكَ حربٌ وابن بطة واللالكائيّ وغيرهمْ مِنْ أهلِ العلمِ
كما قال عبد الله بن أحمد بن حنبل –رحمهما الله تعالى- في السنّة :
حدثني غياث بن جعفر ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول :
[ القرآن كلام الله عز وجل ، من قال : مخلوق ، فهو كافر ، ومن شك في كفره فهو كافر ]
وقال : سمعت الحسن بن عيسى ، يقول : [ الجهمية ومن يشك في كفر الجهمية ؟ ]
وقال : حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال : سمعت محمد بن مصعب العابد ، يقول : [ من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك ، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة ]
قالَ في تفسيرِ سورةِ الحديدِ :
وقالَ في تفسيرِ سورةِ ص :
هذا الحرفُ مِنْ صُنعةِ اللهِ تَعَالى فهوَ موجدهُ ، موجدهُ صوتاً في حناجرِ البشرِ وموجدهُ حرفاً مِنْ حروفِ الهجاءِ التي يتألفُ مِنْ جنسها التعبيرُ القرآني . ا.هــ
وقالَ في تفسيرِ سورةِ طه :
فالقرآنُ ظاهرةٌ كونيةٌ كالأرضِ والسماواتِ تنزلتْ مِنَ الملأِ الأعلى .ا.هــ
إجماع السلف على تكفير الجهمية
فإذا تبينَ هذا وعُلِمَ اعتقادُ صاحبِ الظلالِ في مسألةِ الكلامِ
ليعلمْ أنّ أهلَ الحديثِ قدْ أجمعوا عَلَى تكفيرِ مَنْ قالَ بخلقِ القرآنِ بلْ وأجمعوا عَلَى تكفيرِ مَنْ شكّ في كفرهِ ، كما نقلَ ذلكَ حربٌ وابن بطة واللالكائيّ وغيرهمْ مِنْ أهلِ العلمِ
كما قال عبد الله بن أحمد بن حنبل –رحمهما الله تعالى- في السنّة :
حدثني غياث بن جعفر ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول :
[ القرآن كلام الله عز وجل ، من قال : مخلوق ، فهو كافر ، ومن شك في كفره فهو كافر ]
وقال : سمعت الحسن بن عيسى ، يقول : [ الجهمية ومن يشك في كفر الجهمية ؟ ]
وقال : حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال : سمعت محمد بن مصعب العابد ، يقول : [ من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك ، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة ]
قالَ في تفسيرِ سورةِ الحديدِ :
أمّا الاستواءُ عَلَى العرشِ فنملكُ أنْ نقولَ : إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق. استنادا إلى ما نعلمه من القرآن عن يقين من أن الله- سبحانه- لا تتغير عليه الأحوال. فلا يكون في حالة عدم استواء على العرش، ثم تتبعها حالة استواء. والقول بأننا نؤمن بالاستواء ولا ندرك كيفيته لا يفسر قوله تعالى: «ثُمَّ اسْتَوى» .. والأولى أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة كما ذكرنا.
والتأويل هنا لا يخرج على المنهج الذي أشرنا إليه آنفا لأنه لا ينبع من مقررات وتصورات من عند أنفسنا. إنما يستند إلى مقررات القرآن ذاته، وإلى التصور الذي يوحيه عن ذات الله سبحانه وصفاته.
ومع الخلق والهيمنة العلم الشامل اللطيف، يصور النص القرآني مجاله تصويرا عجيبا يشغل القلب بتتبعه في هذا المجال الوسيع، وبتصوره في حركة دائمة لا تفتر. وهذا أمر غير مجرد ذكر العلم وحقيقته المجردة.
ا.هــ
قال الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني صاحب الشافعي رحمهما الله تعالى في كتابه باب قول الجهمي في قوله { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} زعمت الجهمية أن معنى استوى (استولى) من قول العرب استوى قاطن على مصر يريدون استولى عليها، قال فيقال له هل يكون خلق من خلق الله أتت عليه مدة ليس بمستول عليه فإذا قال لا، قيل له فمن زعم ذلك فهو كافر فيقال له يلزمك أن تقول أن العرش أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه، وذلك لأنه أخبر أنه سبحانه خلق العرش قبل السماوات والأرض ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول، المدة التي كان العرش قبل خلق السماوات والأرض ليس الله تعالى بمستول عليه فيها، ثم ذكر كلاما طويلا في تقرير العلو والاحتجاج عليه.اهـ
هذا وقدْ قالَ يزيد بن هارون –رحمهُ اللهُ- :
[ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الرَّحْمَنَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى عَلَى خِلاَفِ مَا يَقِرُّ فِي قُلُوبِ الْعَامَّةِ فَهُوَ جَهْمِيٌّ ]
و قال ابن قطب
تأويله لأخذ الكتاب قال يمكن أن يكون حقيقة و يمكن أن يكون مجازا و أوله بالخير و الشر و ادعى أن المدلول واحد:
وأخذ الكتاب باليمين وبالشمال ومن وراء الظهر قد يكون حقيقة مادية، وقد يكون تمثيلا لغويا جاريا على اصطلاحات اللغة العربية من تعبيرهم عن وجهة الخير باليمين ووجهة الشر بالشمال أو من وراء الظهر.. وسواء كان هذا أو ذاك فالمدلول واحد.
و قال :
«وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ، وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»
وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز. فالله- سبحانه- مع كل أحد، ومع كل شيء، في كل وقت، وفي كل مكان. مطلع على ما يعمل بصير بالعباد. اهـ
«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .. وهو لفظ أدق من لفظ «واحد» .. لأنه يضيف إلى معنى «واحد» أن لا شيء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء.
إنها أحدية الوجود.. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية. اهـ
و قال ابن قطب
هذه السورة في عمومها كأنها منظومة موسيقية علوية، منغمة، يسري التنغيم في بنائها اللفظي كما يسري في إيقاع فواصلها الموزونة المقفاة. ويلحظ هذا التنغيم في السورة بصفة عامة ويبدو القصد فيه واضحا في بعض المواضع وقد زيدت لفظة أو اختيرت قافية،
لتضمن سلامة التنغيم ودقة إيقاعه- إلى جانب المعنى المقصود الذي تؤديه في السياق كما هي عادة التعبير القرآني- مثل ذلك قوله: «أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى. وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى» .. فلو قال ومناة الأخرى ينكسر الوزن. ولو قال: ومناة الثالثة فقط يتعطل إيقاع القافية.
ولكل كلمة قيمتها في معنى العبارة. ولكن مراعاة الوزن والقافية كذلك ملحوظة. ومثلها كلمة «إِذاً» في وزن الآيتين بعدها: «أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى؟ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى!» فكلمة «إِذاً» ضرورية للوزن.
ولكل كلمة قيمتها في معنى العبارة. ولكن مراعاة الوزن والقافية كذلك ملحوظة. ومثلها كلمة «إِذاً» في وزن الآيتين بعدها: «أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى؟ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى!» فكلمة «إِذاً» ضرورية للوزن.
وإن كانت- مع هذا- تؤدي غرضا فنيا في العبارة ... وهكذا.
ذلك الإيقاع ذو لون موسيقي خاص. لون يلحظ فيه التموج والانسياب. وبخاصة في المقطع الأول والمقطع الأخير من السورة. وهو يتناسق بتموجه وانسيابه مع الصور والظلال الطليقة المرفرفة في المقطع الأول. ومع المعاني واللمسات العلوية في المقطع الأخير. وما بينهما مما هو قريب منهما في الجو والموضوع. اهـ
قول ابن قطب في أحاديث الىحاد في الاعتقاد
ومن ضلال ابنُ قطبٍ أيضاً قوله في تفسيرِ سورةِ الفلقِ :
أحاديثُ الآحادِ لا يؤخذُ بها في أمرِ العقيدةِ.
والمرجعُ هوَ القرآنُ. والتواترُ شرطٌ للأخذِ بالأحاديثِ في أصولِ الاعتقادِ . ا.هـــ
هذا وقدْ قالَ إسحاق بن راهويه –رحمهُ اللهُ- : مَنْ بلغهُ عَنْ رسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ خبرٌ يُقرُّ بصحتهِ ثمّّ ردهُ بغيرِ تقيةٍ فهوَ كافرٌ . ا.هــ
وقالَ ابنُ بطة –رحمهُ اللهُ- في الإبانةِ الصغرى : لو أنّ رجلًا آمنَ بجميعِ ما جاءتْ بهِ الرسلُ إلا شيئًا واحدًا، كانَ بردّ ذلكَ الشيءِ كافرًا عندَ جميعِ العلماءِ ا.هـــ
وقالَ ابنُ قطبٍ في تفسيرِ سورةِ البقرةِ : إنّ حريةَ الاعتقادِ هيَ أولُ حقوقِ «الإنسانِ» التي يثبتُ له بها وصفُ «إنسانٍ» . فالذي يسلبُ إنساناً حريةَ الاعتقادِ، إنما يسلبهُ إنسانيتهُ ابتداءً.. ومعَ حريةِ الاعتقادِ حريةُ الدعوةِ للعقيدةِ، والأمنِ مِنَ الأذى والفتنةِ.. وإلا فهيَ حريةٌ بالاسمِ لا مدلولَ لها في واقعِ الحياةِ . ا.هــ
هذا وقدْ قالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
[ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ]
أخرجهُ في الصحيحِ مِنْ حديثِ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ
وأخرجَ أحمد في مسندهِ من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[ بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ]
و لا يحتج ذلك الا رد عليه بتفصيل اصلا
قول ابن قطب في نبيّ الله موسى عليه السلام
وقالَ ابنُ قطبٍ في التصويرِ الفنيِ (!) : موسى؛ إنّه نموذجٌ للزعيمِ المندفعِ العصبيّ المزاج.
فها هوَ ذا قد رُبي في قصرِ فرعونَ، وتحتَ سمعهِ وبصرهِ، وأصبحَ فتىً قوياً.
{ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ } .
وهنا يبدو التعصبُ القوميّ .. ا.هـــ
هذا وقدْ روى حربٌ في مسائلهِ عَنْ ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال: أتيّ عمر برجلٍ سبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فقتلهُ ثمّ قالَ عمر رضيَ اللهُ عنهُ :
[ مَنْ سَبَّ اللهَ أو سَبّ أحداً مِنَ الأنبياءِ فاقتلوهُ ]
وقال ليث: وحدثني مجاهد عن ابن عباس –رضيَ اللهُ عنهما- قالَ:
[ أيمّا مسلمٍ سبّ اللهَ أو سبّ أحداً مِنَ الأنبياءِ فقد كذبّ برسولِ الله صلى اللهُ عليهِ وهيّ ردةٌ ]
قول ابن قطب في عثمان ومعاوية وعمرو رضي الله عنهم
وقالَ ابنُ قطبٍ في العدالةِ الاجتماعيةِ : ونحنُ نميلُ إلى اعتبارِ خلافةِ عليّ امتداداً طبيعياً لخلافةِ الشيخينِ قبلهُ، وأنّ عهدَ عثمان كانَ فجوةً بينهما .ا.هــ
هذا وقدْ قالَ أحمد في روايةِ أبي طالبٍ في الرجلِ يشتمُ عثمان : [ هذا زندقةٌ ]
وقالَ ابنُ قُطْبٍ في كتبٍ وشخصياتٍ : وحين يركن معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدنى لهذا الدرك الأسفل .. ا.هــ
هذا وقدْ قالَ أبو زُرعة الرازيّ –رحمهُ اللهُ- : إذا رأيتَ الرجلَ ينتقصُ أحداً مِنْ أصحابِ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فاعلمْ أنّه زنديقٌ .. ا.هــ
----------------------------------------------------
قال ابن قطب في "لماذا أعدموني":
(وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس، وهذا نقل مشوه، إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون: إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس).
علق على كلامه محمد سلامي ؛
هذا ما يقصده، أي أن الناس مسلمون، ولكن يُدعون كما يدعى الكفار، ولكن أقواله الأخرى توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الفصل بين المسلمين والكفار ضابط يقوم عليه الدين، ويصرح بكفر الأمة وكفر الأفراد، لكننا إذا دققنا جيداً، نجده بخلاف ذلك.
فهو –مثلا– ينسب بعض الأسماء من المعاصرين إلى المسلمين كمحمد رشيد رضا والمودودي، ولهؤلاء الذين أخطأوا في فهمه عذر، فغموض هذه العقيدة وتناقضها هو الذي جر إلى الإختلاف فيها .
إن سيد قطب يفصل بين الفرد والأمة، فيحكم على الفرد حسب عقيدته وعمله، ويحكم على الأمة حسب نظام حياتها العام، ولذلك يختلفان عنده، بينما لا يصح شرعاً وعقلاً التفريق بين الأمة وأفرادها، ولا دليل على ذلك، مادام يتوجب على كل عقيدة تقديم الدليل بين يديها، فالأمة تتكون من مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات دائمة، ويحملون ضميرا جمعيا مشتركا، ولا يمكن أن يكونوا مسلمين أو كفارًا في علاقاتهم بالله فرادى دون علاقاتهم ببعضهم البعض، بل هذا يعود به إلى حقيقة العلمانية .اهــ
وقال ابن قطب في "معالم في الطريق" : (وأخيرًا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها "مسلمة" وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضا، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها، فهي -وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله- تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها وكل مقومات حياتها تقريبا).
و لا شك ان شرك الألوهية هو اول ما وقع بين المنتسبين فيما أخرجهم من الدين كأمة و هذا لا يخفى على احد
قال ابن عتيق في رسالته عن مكة حكم اهلها ؛
وأما إذا كان الشرك فاشيا، مثل دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإفشاء توابع الشرك، مثل الزنى والربا، وأنواع الظلم، ونبذت السنة وراء الظهر، وفشت البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة، ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلوما في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم: أن هذه البلاد، محكوم عليها بأنها بلاد كفر، وشرك; لا سيما إذا كانوا معادين لأهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، ومعينين في تخريب بلاد الإسلام; وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك، وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم. اهــ
قال محمد سلامي ردا عليه :
وهذا ردًا منه على ظاهرة العلمنة التي تحصر الدين في الشعائر، فأراد أن يوضح أن الشرك يشمل صورًا أخرى، فهو أوسع دائرة من عبادة الأوثان، ثم تجاوز عبادة الأوثان وتناساها.
فهؤلاء اعتقدوا أن عبادة الأوثان في طريقها إلى الزوال، فلا داعي لإنكارها، ونسوا أن على الناس أن يكفروا بها ابتداء حتى يكونوا مؤمنين بالله.
فالكفر لا يسقط بالتقادم إن لم يتب منه صاحبه، ومن جهل أن عبادة القبور شرك بالله وأن فاعليها غير مسلمين وهو لم يعبدها، فليس بموحد حتى يعلم ويؤمن ويتبع، وليس مجرد موافقته للإسلام عن غير قصد تثبت له الإسلام.اهــ
فهذان النقلان من أواخر ما كتبه ابن قطب ...
فضلا عما يوجد في الظلال و غيره من مؤلفاته والله المستعان
ليست هناك تعليقات