من شركيات شيوخ ملة التلفية النجدية
باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد:
فإن الدين الباطل الكاذب الذي يتم تسويقه في أيامنا على أنه "الإسلام" يستند بالكامل على ما يسمى ب"الدعوة التلفية النجدية" و بمجرد أن تكلم احدهم عن الإسلام يرد عليك ب: قال ابن عبد الوهاب و قال سليمان و قال ابن عتيق و ابن سحمان و غيرهم و كأن كلامهم قرآن منزل.
لكن و بمجرد تمحيص كلامهم بعضهم يظهر جليا أن عقيدتهم باطلة بالكامل. فزيادة على أنهم معروفون بالعذر في الشرك بالإكراه, عقيدة التوقف الشركية و اضحة و معروفة عندهم. و هذا مثال على ذلك:
قال الشيخ عبد العزيز قاضي الدرعية في الرسائل والمسائل النجدية 5/576 قال في جواب له لما سئل عن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا جهلا منه بذلك, فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة؟؟
فقال: إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله ولعدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر يبيح المال والدم وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه ولا يقال إن لم يكن كافرا فهو مسلم بل نقول عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية إليه وقد ذكر أهل العلم أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات ولم يجعلوا حكمهم حكم الكفار ولا حكم الأبرار .
كما أن العذر بالجهل معروف عند ابن عبد الوهاب نفسه:
النص الاول:
قال ما نصه: “وأما ما ذكر الأعداء عني: إني أكفر بالظن وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم (مؤلفات الشيخ الإمام: محمد بن عبد الوهاب, الرسائل الشخصية ص٢٥)
محمد بن عبد الوهاب يقول لمن يقول عنه: إنه يكفر الجاهل. يقول: مَن قال عَلَيَّ هذا القول فقوله بهتان عظيم، هذا كلام صريح.
النص الثاني:
قال ما نصه: “ .. وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته ، بعد ما نبين له الحجة على بطلان الشرك” (مؤلفات الشيخ الإمام: محمد بن عبد الوهاب, ص٦٠) .
النص الثالث:
قال ما نصه: “وأما التكفير فأنا أكفر مَن عَرَف دين الرسول، ثم بعد ما عرفه سَبَّه، ونهى الناس عنه، وعادى مَن فعله، فهذا الذي أكفره، وأَكْثَرُ الأمة – ولله الحمد – ليسوا كذلك”
(مؤلفات الشيخ الإمام: محمد بن عبد الوهاب, ص٣٨)
وقوله: “وأكثر الأمة – ولله الحمد – ليسوا كذلك”.
-الرد
لو كان هذا الكلام فيه ذرة من الصحة, و إن كان لا يحكم على من يدعي الإسلام بالكفر مع أنه يقرأ القرآن و يفهمه. فبربكم بأي حق تكفرون اليهود و النصارى و الهندوس و غيرهم ؟؟؟؟. و هم لا يعرفون القرآن و لا يقرؤونه. هذا ظلم كبير.
لو كان الأمر كذلك لما وجد أي كافر في هذا العالم. و لكان الجهل خيرا من العلم كما قال الشافعي رحمه الله:
"لو عُذِرَ الجاهل لأجل جهله, لكان الجهل خيراً من العلم, إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف, فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين. و تلا قوله تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل". نقله الزركشي في المنثور في القواعد الفقهية.
فالعرب قبل غيرهم, الحجة قاءمة عليهم ببعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و لا يوجد عندهم أي عذر بجهل رسالة الإسلام و بعدم تعلم التوحيد و السعي في ذلك, اللهم من لا يمكنه إدراكها مثل المجنون و الأصم الأبكم.
فالدعوة النجدية مع أنها دعت للتوحيد و حاربت عبادة القبور إلا أنها مع ذلك ليست دعوة إسلامية بل هي دعوة شركية باطلة تعذر المشركين بجهلهم و تتوقف فيهم ولا تكفرهم.
الحمد لله الذي نجانا مما ابتلاهم به. و نسأله الثبات و حسن الخاتمة. آمين آمين آمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات