بيان حال البيجوري أنّه مخلوقيّ لفظيّ
بيان حال البيجوري أنّه مخلوقيّ لفظيّ
قال البيجوري في شرح الجوهرة ص 95
عند قول الجوهرة :
فكل نص للحدوث دلا **** احمل على اللفظ الذي قد دلا
" وقوله ( على اللفظ ) أي على القرآن بمعنى اللفظ المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه .
والراجح أن المنزل اللفظ والمعنى .
وقيل : المنزل المعنى ، وعبر عنه جبريل بألفاظ من عنده .
وقيل : المنزل المعنى وعبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ من عنده .
لكن التحقيق الأول ؛ لأن الله خلــــــــــــــــقه أولا في اللوح المحفوظ ، ثم أنزله في صحائف إلى السماء الدنيا في محل يقال له بيت العزة في ليلة القدر ... ثم أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا بحسب الوقائع ." انتهى
قال البيجوري في كتابه شرح جوهرة التوحيد (ص94):
"ومذهب أهل السنة أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق، وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلـوق". انتهى
وقال البيجوري ص 95
" لكن يمتنع أن يقال : القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم كما سبق " انتهى (فرخّص ذلك)
قلت : حتّى المكتوب والمحفوظ والمقروء والمتلوّ من كتاب الله هو كلام الله غير مخلوق. واللّفظ هو كلام الله. وكلام الله غير مخلوق.
قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص 94
" وهل القرآن بمعنى اللفظ المقروء أفضل ، أو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
تمسك بعضهم بما يروى : كل حرف خير من محمد وآل محمد . لكنه غير محقق الثبوت .
والحق أنه صلى الله عليه وسلم أفضل ؛ لأنه أفضل من كل مخلـــــــــــــوق ، كما يؤخذ من كلام الجلال المحلي على البردة ، ويؤيده أنه فعل القارئ ، والنبي صلى الله عليه وسلم افضل من القاريء وجميع أفعاله .
والأسلم الوقف عن مثل هذا ؛ فإنه لا يضر خلو الذهن عنه اه ملخصا من حاشية الأمير " انتهى .
فابتدع اللّعين قول أنّ رسول الله أفضل من القرآن بمعنى اللفظ المقروء. والحقّ كلّ صفة من صفات الله هي صفة كمال مطلق ليس كمثلها شيء. وهل علم رسول الله الشّرعيّ إلّا أنّ الله آتاهُهُ بأن أوحى إليه القرآن بألفاظه ومعانيه والسّنّة؟! بلى.
وردّا على ادّعائه أنّ القرآن كلام نفسيّ وألفاظ الصّحف لم يتكلّم الله بها أقول: الكلام يعني في لسان العرب: القول من مصدره. والله قال: "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (6)".
وحديث النّفس دون نطق لا يعني في لسان العرب كلاما. الله تعالى قال لزكريا : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا "
فلم يسم إشارته كلاما .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.
وقال لمعاذ : " أمسك عليك لسانك " قال : " وإنا لمؤاخذون بما نقول ؟ قال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟
وقال : " إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين "
ولم يرد بذلك ما في النفس .
قيل لي أنّ البيجوري يدرس في الأزهر.
ليست هناك تعليقات