لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك
حديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".
لا توجد طائفة إلا وهي تدعيه، وتزعم أنها المعنية به، فهذا ابن تومرت كان يقول لأتباعه: "ما في الأرض من يؤمن إيمانكم،
وأنتم العصابة الذين عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين)"اهـ (سير الأعلام 19/548)
وقال المقري في نفح الطيب (2/197): "ووقع في رسالة لبعض تلامذة ابن سبعين المذكور، وأظن اسمه: يحيى بن أحمد بن سليمان، سماها بـ (الوراثة المحمدية والفصول الذاتية)،
ما صورته: فإن قيل: ما الدليل على أن هذا الرجل الذي هو ابن سبعين هو الوارث المشار إليه قلنا .. الثاني: كونه من بلاد المغرب، والنبي عليه السلام، قال: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين إلى قيام الساعة). وما ظهر من بلاد المغرب رجل أظهر منه، فهو المشار إليه بالحديث"اهـ
والمقصود أنه حتى الزنادقة وأفجر الخلق وأكفرهم، يدعون أنهم هم المعنيون بهذا الحديث، وينتسبون إلى الطائفة الظاهرة، والفرقة الناجية.
والصواب: أن الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية، هم أصحاب الحديث، وأهل العلم، العباد، الزهاد، المناضلون عن الحق باللسان، المجاهدون في الثغور بالسنان، السائرون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في الاعتقاد والأخلاق والسلوك، ومن سار على هديهم في كل زمان ومكان.
قال عبدالله بن المبارك: "حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من ناوأهم حتى تقوم الساعة». هم عندي أصحاب الحديث"اهـ (شرف أصحاب الحديث 41)
وقال يزيد بن هارون: "إن لم يكونوا أصحاب الحديث، فلا أدري من هم؟"اهـ (المحدث الفاصل 27)
وقال علي بن المديني: "هم أصحاب الحديث"اهـ (سنن الترمذي 2192)
وقال أحمد بن سنان: "هم أهل العلم، وأصحاب الآثار"اهـ (شرف أصحاب الحديث 43)
وقال البخاري: "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون». وهم أهل العلم"اهـ
وقال: "يعني أصحاب الحديث"اهـ (شرف أصحاب الحديث 45)
وهم أيضاً الغرباء الذين يفرون بدينهم من الفتن، ويصلحون إذا فسد الناس، وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، وهم النزاع من القبائل.
ليست هناك تعليقات