Header Ads

نظرة إلي الواقع الذي نعيشه




إن حال الناس اليوم لكل ناظر بصير يعلم أنهم لا يعرفون التوحيد من الشرك فيفعلون الشرك مع قولهم لا إله إلا الله 
لأنهم لا يعلمون معناها ولا يعرفون الكفر بالطواغيت التي أمرنا الله بالكفر بها فوقعوا في قوله تعالي ({أَفَتُؤْمِنُونَ 
بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ 
الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} [البقرة: 85]


فمن الشرك الذي يفعله المجتمع اليوم حكام ومحكومين أنهم يحكمون ويتحاكمون إلي القوانين الوضعية ومواعيد 
العرب وسوالف البادية وأعراف الجاهلية والمحاكم الدولية متناسين أن ذلك شرك أكبر لقوله تعالي ({وَلَا يُشْرِكُ فِي 
حُكْمِهِ أَحَدًا (26)} [الكهف: 26]

ومن الشرك الذي يفعله الناس اليوم صرف الشعائر والنسك لغير الله مثال الذين يطوفون بالأضرحة والقباب 
ويذبحون وينذرون للصالحين ويدعونهم في الشدائد والملمات متجاهلين قوله تعالي ({قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ 
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام: 162، 163]

ومن الشرك الذي يفعله الناس اليوم أنهم مع فعلهم السابق للشرك فلا يكفرون بعضهم البعض لأنهم يعزرون الناس 
بالجهل متناسين قوله تعالي ({قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا 
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]


ومن الشرك الذي يفعله الناس اليوم صرف الولاء لغير الله متناسين قوله تعالي ({مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} [الكهف: 

26] وقوله تعالي ({قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ 
مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) } [الأنعام: 14، 15]
فهم يقولون لا إله إلا الله لفظا ويجحدونها معنا أما أقوام الجاهلية المعاصرة للرسل فكانوا يجحدونها لفظا ويعلمون 
معناها كما جاء في كتاب التوحيد (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)( أن أبا جهل ومن

 معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال للرجل: "قل لا إله إلا الله" فقبح الله من أبو جهل أعلم منه 

بأصل الإسلام)ا هـ
وقد وصف أصحاب الدعوة النجدية هذا الواقع وصفا دقيقا وأفتوا بكفره

جاء في الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 13 / ص 407)

[ من لا يعرف معنى الإيمان والكفر ولكنه يلتزم الشرائع ]

وسئل أيضا: عمن لا يعرف الإيمان بالله ولا معنى الكفر بالطاغوت، وهذه حالة الأكثر ممن لدينا يدعي الإسلام، ويلتزم
 شرائعه الظاهرة، ويزعم حب أهل الحق، وينتسب إليهم على الإجمال، وأما على التفصيل، فيبغض أهل التوحيد، 
ويمقتهم، ويرى منهم الخطأ في الأمور التي تخالف عادته، وما يعرفه، فيعتقد خلاف ما عرف خطأ،.

لأن الذي في ذهنه أن ما عرف الناس عليه هو الدين، ولا يعرف دليلا يرد عليه، ولا يرعوي ولا يلتفت إليه، لأنه يرى 
الدين ما تظاهر به المنتسبون، فما حال من هذا وصفه؟

ومنهم كثير يصرحون بالبغض والعداوة لأهل الحق، ويحرصون على اتباع عوراتهم، والوقوع في عثراتهم،

ونرى مثل هؤلاء الواقع منهم هذا المذكور، مع عدم معرفة أصل الإسلام كفارا، لأنهم لم يعرفوا الإسلام أولا، وثانيا 
عادْوا أهله وأبغضوهم، ورأوا الدين ما عليه أكثر المنتسبين، فهل رأيُنا فيهم صواب أم لا؟

وبينوا حال الصنف الأول لنا أيضا، هل يطلق عليهم الكفر أم لا؟ وفيمن يزعم أن النفاق لا يوجد في هذه الأمة، بعد 
زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو قريبا منه، ثم بعد ذلك لا يوجد إلا الإسلام المحض، ويحتج بما رواه البخاري عن عبد 
الله بن عقبة بن مسعود، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:( إن ناسا يؤاخذون في الوحي وإن الوحي 
قد انقطع ؛ فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته من شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا
 سوءا، لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة ).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال:( إنما النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأما اليوم إنما هو الكفر والإيمان ) 
رواه البخاري، ما الجواب عن قول حذيفة؟ وعن قول عمر؟ وما علامات النفاق، الذي يصير به الرجل في الدرك 
الأسفل من النار؟

فأجاب رحمه الله تعالى: حكم الصنفين المسؤول عنهما، الموصوفة حالهما، يرجع إلى شيء واحد، وهو: إن كان الرجل 
يقر بأن هذه الأمور الشركية التي تفعل عند القبور وغيرها، من دعاء الأموات، والغائبين، وسؤالهم قضاء الحاجات، 
وتفريج الكربات، والتقرب إليهم بالنذور، والذبائح أن هذا شرك وضلال، ومن أنكره هو المحق، ومن زينه ودعا إليه فهو
 شر من الفاعل، فهذا يحكم بإسلامه، لأن هذا معنى الكفر بالطاغوت، والكفر بما يعبد من دون الله.

فإذا اعترف أن هذه الأمور وغيرها من أنواع العبادة، محض حق الله تعالى، لا تصلح لغيره، لا ملك مقرب، ولا نبي 
مرسل، فضلا عن غيرهما، فهذا حقيقة الإيمان بالله، والكفر بما يعبد من دون الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 

"من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله تعالى" وفرض على كل أحد 
معرفة التوحيد، وأركان الإسلام بالدليل.ولا يجوز التقليد في ذلك، لكن العامي الذي لا يعرف الأدلة، إذا كان يعتقد 
وحدانية الرب سبحانه، ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤمن بالبعث بعد الموت، وبالجنة والنار، وأن هذه الأمور 
الشركية التي تفعل عند هذه المشاهد، باطلة وضلال، فإذا كان يعتقد ذلك اعتقادا جازما لا شك فيه، فهو مسلم وإن لم
 يترجم بالدليل، لأن عامة المسلمين ولو لقنوا الدليل، فإنهم لا يفهمون المعنى غالبا.

ذكر النووي في شرح مسلم، في الكلام على حديث ضمام بن ثعلبة، قال: قال أبو عمرو بن الصلاح، فيه دلالة لما ذهب 
إليه أئمة العلماء، من أن العوام المقلدين مؤمنون، وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق، جزما من غير شك وتزلزل، 
خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم قرر ضمام على ما اعتمد عليه في معرفة رسالته، 
وصدقه، ومجرد إخباره إياه بذلك، ولم ينكر عليه ذلك، ولا قال يجب عليك النظر في معجزاتي، والاستدلال بالأدلة 
القطعية، انتهى.

وأما من قال: إن هذه الأمور التي تفعل عند هذه المشاهد، من دعاء غير الله، والنذر، والذبح لهم، إن هذا ليس بحرام،
 فإطلاق الكفر على هذا النوع لا بأس به، بل هذا كفر بلا شك، وأما من يوافق في الظاهر، على أن هذه الأمور شرك،
 ويبطن خلاف ذلك، فهو منافق نفاقا أكبر، فإن كان يظهر منه بغض من قام بهذه الدعوة الإسلامية عامة، فهذا دليل 
نفاقه.)انتهى.

الشاهد من النقل أمور

الأول أن من لا يعرف الإيمان بالله ولا معنى الكفر بالطاغوت

لا يعتبر مسلما

الثاني انه فرض على كل أحد معرفة التوحيد وضده وهو الشرك الأكبر وان من وقع في الشرك الأكبر لا يكون مسلما 
جاهلا كان أو مستكبرا

الثالث أن معادة أهل الإسلام من أجل ما معهم من التوحيد كفر يخرج من الإسلام



ليست هناك تعليقات