Header Ads

كل مشرك كافر ولاعذر له




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه 
أما بعدفقد كثر هذه الأيام الكلام عن ان المشرك يذر بالجهل وأنه لا يمكن تكفيره إذا لم تصله الرسالة حجة ذلك ان ابن تيمية و ابن عبد الوهاب لم يكفروا المشركين وما شابه ذلك 

فالرد أولا هو أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية شديدة الوضوح في ذلك 

وثانيا ما فعله ابن تيمية وابن عبد الوهاب وان صح ذلك عنهما ليس بدليل 

وهذا تفصيل للشيخ ابي بصير في الأمر نرجوا الله ان ينفعنا به وإياكم



الشرك :هو أن تجعل لله تعالى نداً في ألوهيته أو ربوبيته أو في شيء من خصائصه وصفاته -سبحانه وتعالى- .. وهو الذي خلقك!
والشرك في الشرع نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر.

ـ الشرك الأكبر: هو رديف الكفر الأكبر، ويترتب عليه ما يترتب على الكفر الأكبر؛ من حيث أنه يحبط العمل كلياً، ويخرج صاحبه من الملة، ويخلده في نار جهنم أبداً، ويمنع عنه شفاعة الشافعين.
والدليل على هذا النوع من الشرك، قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} النساء:48.
وقال تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّة}المائدة:72.
وقال تعالى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر:65.
وقال تعالى:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الأنعام:88.
فالشرك هنا له نفس مدلولات ومعنى الكفر الأكبر وتبعاته، ومنه يستنتج أن كل كفر شرك، وكل شرك كفر، وكل كافر مشرك، والعكس أيضاً.
كما في قوله تعالى:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّه}آل عمران:151. فهم كفروا وبنفس الوقت وصفوا بأنهم أشركوا.
وقال تعالى:{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْر}التوبة:17.
وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} البينة:6 .فالذين كفروا هم الذين أشركوا.
وفي سورة الكهف التي جاء فيها قصة الرجل الذي أنعم الله عليه بجنتين من أعناب ونخل .. فجحد نعم الله عليه وأنكر قيام الساعة .. نجد أن القرآن الكريم تارةً وصفه بالكفر، وتارةً وصفه بالشرك مما دل أن كلا منهما مستلزم للآخر، كما في قوله تعالى:{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} إلى قوله تعالى:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً}الكهف:42. فوصف فعله بالكفر والشرك.
وكذلك قوله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَة} المائدة:73. ومما لا شك فيه أن قولهم:{إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَة} هو صريح الشرك، ومع ذلك أطلق عليهم وصف الكفر، فدل أن كل شرك هو كفر، وكل كافر هو مشرك .. والعكس أيضاً.
وفي الحديث، عن بريدة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر "[1].
وعن ثوبان، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" بين العبد وبين الكفر والإيمان الصلاة؛ فإذا تركها فقد أشرك "[2].
فتأمل كيف أن الحديث الأول أطلق على تارك الصلاة صفة الكفر، وفي الحديث الآخر أطلق عليه صفة الشرك، علماً أن العلة واحدة في كلا الحديثين؛ وهي ترك الصلاة،مما دل أن أحدهما إذا أطلق فهو يستلزم الآخر ويدل عليه، والله تعالى أعلم.
فإن قيل هل يوجد فرق بين الكفر والشرك ..؟
أقول: إن أفرد ذكر أحدهما وأطلق في نص فإنه يُراد به الكفر والشرك كما دلت على ذلك النصوص الآنفة الذكر، وإن قرنا في نص واحد، كأن يُقال: كفر وشرك أو كافر ومشرك .. فإنهما في هذه الحالة يتفقان من حيث الدلالات الشرعية وما يترتب عليهما من تبعات، ويتغايران من حيث المعنى اللغوي، فيكون المراد: كافر من جهة الجحود والنكران .. وتغطية وستر ما يجب إظهاره .. ويكون مشرك: من جهة وقوعه في الشرك من جهة الإقرار بتعدد الآلهة .. وصرف العبادة لها.

ـ الشرك الأصغر: هو الشرك الخفي، وهو دون الشرك الأكبر، وهو رديف الكفر الأصغر؛ من حيث أنه لا يخرج صاحبه من الملة، ولا ينفي عنه الإيمان مطلقاً، وفي الآخرة يترك لمشيئة الله -عز وجل- إن شاء عذبه وحاسبه وإن شاء عفا عنه، ولو عذب فهو ممن تنالهم شفاعة الشافعين، بإذن الله تعالى.
عن محمود بن لبيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر "قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال :"الرياء، يقول الله -عز وجل- إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء "[3].
وعنه قال: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:" يا أيها الناس! إياكم وشرك السرائر " قالوا:يا رسول الله! وما شرك السرائر؟ قال: يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر "[4].
وروى البيهقي، عن يعلى بن شداد عن أبيه قال: كنا نعد الرياء في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- الشرك الأصغر[5].
وكذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :" كل يمين يحلف بها دون الله شرك "[6]. وقوله -صلى الله عليه وسلم- :" من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "[7]. فالشرك هنا يراد به الشرك الأصغر الذي هو دون الشرك الأكبر، والله تعالى أعلم.



[1] أخرجه أحمد، وابو داود، والنسائي، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، صحيح الترغيب: 564.
[2] أخرجه الطبري بإسناد صحيح، صحيح الترغيب: 565. والحديث فيه أن تارك الصلاة مشرك، وأن قوله تعالى:{ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} لا يشمل تارك الصلاة؛ لأن تارك الصلاة بالنص مشرك كافر.
[3] أخرجه أحمد، والبيهقي، صحيح الترغيب: 29.
[4] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، صحيح الترغيب: 28.
[5] صحيح الترغيب:32.
[6] السلسلة الصحيحة: 2042.
[7] أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن. قال الشيخ ناصر: بل هو صحيح، السلسلة الصحيحة: 204

ليست هناك تعليقات