الطاغوت في القران الكريم
الحمد لله الذي اكرمنا بكتابه الكريم بما ضمنه من الايات والذكر الحكيم، والصلاة والسلام على محمد خير المرسلين نبي الرحمة الذي جمعت شريعته تحت حكمها كل معنى، فلا يسمع بعد وضعها خلاف مخالف، ولا قول مختلف، فاللهم صلي عليه وعلى اله وصحبه الذين اهتدوا بشمسه المنيرة، وعلى التابعين لهم وسلم تسليما كثيرا.
وبعد...
لاشك ان الرؤية الكونية او النظرية الاسلامية لكل الوجود تثبت ان هذا الوجود باسره يدور حول محور الاله في عبودية تكوينية قهرية لا يعزب عنها مثقال ذرة في السماوات والارض. وقد جعل هذا الاله الحكيم الانسان متميزا بالاختيار والوعي والقدرة على اكتشاف حقيقة الوجود والسعي نحوه.
وان افضل تعبير عن هذه العلاقة التي يتحملها الانسان تجاه الربوبية التشريعية وادراكه الحقيقة الربوبية التكوينية ياتي في قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما انزل الله تعالى فاولئك هم الكافرون)) لان رفض الانصياع للاحكام الالهية (الربوبية التشريعية) يعد كفرا بالربوبية التكوينية للخالق سبحانه، رغم ادعاء الاعتقاد بها، واعلان ذلك احيانا.
وهذا النوع من انواع الكفر انما يتمثل به الطواغيت، فالله تعالى يقول: ((وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء)) فلو عرفوا الله كإله للوجود ومدبر للاكوان لانصاعوا لحكمه وقبلوا شريعته.
ومن هذا المشهد الكلي يظهر الدور الذي ينبغي ان يضطلع به كل مؤمن في الحياة الاجتماعية والسياسية: رفض كل طاغوت، واقامة حكم الله على الارض، باعتبار ان الطاغوت لا يدعو الى حكم الله.
ولعل الحالة التي وصل اليها الانسان من التأزم الحياتي وظهور الطواغيت بصورهم التسلطية على المجتمع الانساني دعتنا الى دراسة بعض النماذج لصور من الطواغيت في القران الكريم، لمعرفة طبيعة هؤلاء في حياتهم، وكيفية نهايتهم، للاستفادة من تلك السنن الالهية كعبرة، كما في قوله تعالى: ((ان في ذلك لعبرة)) ، باعتبار ان تلك القصص انما هي لغرض الاستفادة من الافعال المشينة ومساوئها لكل ذي لب، املا في اصلاح النفوس ورفعة المجتمعات الانسانية في اختيار اصحاب العقول الراسخة دون اولئك الطواغيت، حيث قال تعالى: ((لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب)) .
ومن اجل الوصول الى تلك الدرجة فلابد من حاجة المجتمع الى حالة من الاصرار والمقاومة للقضاء على الطواغيت والتخلص منهم. فكانت دراسة البحث على الشكل الاتي:
المقدمة.. ثم التمهيد بعنوان الطاغوت لغة واصطلاحا، للوقوف على معاني الطاغوت. ومن ثم درست صورا من الطواغيت في القران الكريم، كالشيطان وفرعون ونمرود وقارون ودقيانوس. ومن ثم الخاتمة ونتائج البحث، ومصادر البحث ومراجعه. وأسأل الله التوفيق.
التمهيد :
الطاغوت في اللغة والاصطلاح
الطاغوت في اللغة: طغى يطغي طغيا ويطغو طغيانا جاوز القدر وارتفع، والطغيان مجاوزة الحد، وكل شيء جاوز المقدار اللائق فقد طغى .
وقال الزمخشري: في المجاز طغى السيل والبحر. فقوله تعالى: ((انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية)) من قبيل الاستعارة، لارتفاع الماء وكثرته .
والطاغوت اسم لكل ما عبد من دون الله، ويسمى الشيطان به، لشدة طغيانه، وكل من تجاوز الحد في حزب او معصية من الشر والمكروه فقد طغى ، والطاغية الجبار العنيد والاحمق المتكبر، والطواغي جمع طاغية، وهي ما كانوا يعبدونه من الاصنام وغيرها، ومنه في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه واله: (هذه طاغية دوس وخثعم) أي صنمهم ومعبودهم. ويجوز ان يكون اراد بالطواغي من طغى في الكفر وجاوز القدر في السر.
فالطواغيت: جمع طاغوت وهو الشيطان او ما يزين لهم ان يعبدوه من الاصنام فيقال للصنم طاغوت.
والطاغوت هو اسم من اسماء الكفر لذا قال تعالى: ((كذبت ثمود بطغواها)) . والطاغوت يذكر ويؤنث ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتانيث، ومنه قوله تعالى: ((الذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها)) . واصله طغيوت لانه من طغيت تطغى، ويجوز ان يكون من الواو، لانه يقال فيه يطغو ايضا والياء اكثر، وعليه جاء الطغيان، ثم قدمت اللام فجعلت قبل الغين فصار طيغوتا، فلما تحرك الحرف وانفتح ما قبله قلب الفا فوزنه الان فلعوت، وهو مصدر في الاصل مثل الملكوت والرهبوت.وقد قريء الطواغيت على الجمع، وانما جمع وهو مصدر لانه صار اسما لما يعبد من دون الله كما ورد في الاية الكريمة: ((الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات..)) ، (ففي (يخرجونهم) مستانف لا موضوع له، ويجوز ان يكون حالا، والعامل فيه معنى الطاغوت، فاما (يخرجهم) كما في الاية اعلاه فيجوز ان يكون خبرا ثانيا، وان يكون حالا من الضمير في ولي) .وقيل: ان (طغى) كما ورد في الاية الكريمة ((تطغوا في الميزان)) تجاوز القدر والعدل. و(طغى) ترفع وعلا حتى جاوز الحد، ومنه قوله تعالى: ((انا لما طغى الماء)) أي علا.
(والطاغية مصدر كالعافية والداهية، قال تعالى: ((فاما ثمود فاهلكوا بالطاغية)) وقيل اي بالذنوب. وعن مجاهد (بطغواها) يعني طغيانها، و
قوله تعالى: ((ونذرهم في طغيانهم يعمهون)) اي في غيهم وكفرهم يتحيرون ويترددون) .
(والطاغوت في الاصل مصدر كالطغيان، وهو تجاوز الحد بغير حق، واسم المصدر منه الطغوى، قال الراغب: الطاغوت عبارة عن كل متعد وكل معبود من دون الله، ويستعمل في الواحد والجمع، قال تعالى: ((فمن يكفر بالطاغوت)) و ((الذين اجتنبوا الطاغوت)) ، ((اولياؤهم الطاغوت)) ) .و (الطاغوت) صيغة مبالغة من طغيان، بمعنى الاعتداء وتجاوز الحدود، ويطلق على كل ما يتجاوز الحد. لذلك فالطاغوت هو الشيطان والصنم والمعتدي والحاكم الجبار والمتكبر، وكل معبود غير الله، وكل طريق لا ينتهي الى الله. وهذه الكلمة تعني المفرد وتعني الجمع. اما المقصود بالطاغوت فالكلام كثير بين المفسرين.. قال بعضهم انه الصنم، وقال بعض انه الشيطان، او الكهنه او السحرة، ولكن الظاهر ان المقصود هو كل اولئك، بل قد تكون اشمل من كل ذلك، وتعدي كل متعد للحدود، وكل مذهب منحرف ضال .
وقيل: الطاغوت: ذو الطغيان على جهة المبالغة في الصفة، فكل من يعبد من دون الله فهو طاغوت. وقد يسمى به الاوثان كما يسمى بانه رجس من عمل الشيطان، ويوصف به ايضا كل من طغى وحكم بخلاف حكم الله. وفي قوله تعالى: ((والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت)) المتولي امورهم وانصارهم الطاغوت. والطاغوت ههنا واحد اريد به الجمع، وهذا جائز في اللغة اذ كان في الكلام دليل على الجماعة.
ولو اتممنا قوله تعالى: ((والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)) .
فكلما قلنا بان الطاغوت هو الشيطان او ائمة الضلال فقوله تعالى: ((يخرجونهم من النور الى الظلمات)) اي من نور الايمان والطاعة والهدى الى الظلمات الكفر والمعصية والضلالة. واضاف اخراجهم من النور الى الظلمات الى الطواغيت على ما تقدم ذكره من انهم يغوونهم ويدعونهم الى ذلك، ويزينون فعله لهم، فصح اضافته اليهم. وهذا يدل على بطلان برهان قول من قال: ان الاضافة الاولى تقتضي الايمان بفعل الله تعالى بالمؤمن لانه لو كان كذلك لاقتضت الاضافة الثانية ان الكفر من فعل الشيطان .
وهناك العديد من الايات القرانية التي ذكرت الطاغوت وبينت ابعاده وطبيعته واوضحت كيفية التعامل معه. ومن هذه الايات القرانية قوله تعالى: ((الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا)) .
وقوله تعالى: ((الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان فقاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا)) .
وقوله تعالى: ((ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين)) .
وغيرها الكثير سنحاول ان ندرجها في البحث ضمن دراسة موضوعية فنية لنماذج من الصور الطاغوتية في القران الكريم.
الشيطان
كلمة الشيطان من مادة (شطن) و (الشاطن) هو الخبيث و الوضيع. والشيطان تطلق على الموجود المتمرد العاصي، انسانا كان او غير انسان، وتعني ايضا: الروح الشريرة البعيدة عن الحق، وبين كل هذه المعاني قدر مشترك..
والشيطان اسم جنس عام، وابليس اسم علم خاص، وبعبارة اخرى: الشيطان كل موجود مؤذ مغو طاغ متمرد، انسانا كان ام غير انسان. وابليس اسم للشيطان الذي اغوى ادم ويتربص هو وجنده الدوائر بابناء ادم دوما .
ومن مواضع استعمال هذه الكلمة في القران يفهم ان كلمة الشيطان تطلق على الموجود المؤذي المظر المنحرف الذي يسعى الى بث الفرقة والفساد والاختلاف. حيث وردت هذه الكلمة ومشتقاتها (89) تسع وثمانون مرة في القران الكريم في مواضع مختلفة، الا ان دلالتها متقاربة، مثل قوله تعالى: ((انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء)) . وفي الاية الكريمة ورد استعمال الفعل المضارع (يريد) دلالة على استمرار ارادة الشيطان على هذا النحو.
والاستعمال القراني لكلمة شيطان يشمل حتى افراد البشر المفسدين المعادين للدعوة الالهية، كقوله تعالى: ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن)) . لذا فان اول سورة رسمها القران الكريم للطاغوت وتمثلت بالشيطان، فهو اول من طغى وتكبر. وحيث ان الشيطان اسم لالمعجم ابليس فقد وردت ايات مباركات توضح غرور ابليس وتكبره واستعلائه على الله تعالى في اكثر من قصة، حيث قال تعالى في وصف موقف ابليس: ((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين)) ، وفي اية اخرى: ((قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)) ، فالسجود: الخضوع والتذلل في اللغة وهو في الشرع عبارة عن عمل مخصوص في الصلاة كالركوع والقنوت وغيرهما وهو وضع الجبهة على الارض، ويقال: سجد وأسجد اذا خضع، وهنا بين الله سبحانه ان السجود لادم هو من باب التكريم والتعظيم الامر الذي غاض ابليس ودعاه الى القياس اذ قاس خليقته بخليقته فشعر بانه ارفع منه، فابليس هو اول من قاس فاخطأ القياس، لذا فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله بابليس.
ثم جاء الرد الالهي بقوله تعالى: ((قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين)) فالهبوط هنا هو النزول او الانحدار من السماء، وقيل من الجنة، وهنا قد يكون المعنى ذو دلالة معنوية أي اخراج ابليس من الدرجة الرفيعة التي كان عليها والمنزلة الشريفة وهي درجة متبعي امر الله وحافظي حدوده الى الدرجة الدنيئة التي هي درجة العاصين المضيعين لامر الله والتي وصفها القران بالصاغرين، والصاغر هو الذليل لصغر قدره ، فلا موضع للمتكبرين في الجنة وانما موضعهم النار كما قال تعالى: ((أليس في جهنم موثى للمتكبرين)) .
اذا فسبب خروج ابليس من الجنة لامتناعه عن السجود لادم وسبب هذا الامتناع هو غروره وتكبره وطغيانه عمن حوله كونه يشعر بانه ارفع درجة من بقية المخلوقات، ولو عدنا الى كلمة (ابليس) فهي كما ذكر اسم علم للشيطان الذي وسوس لادم، وابليس كما صرح القران ما كان من جنس الملائكة وان كان في صفوفهم بل كان طائفة من الجن، وهي مخلوقات مادية. كما ورد في قوله تعالى: ((فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه)) . فهذه الاية دليل على الامتناع عن السجود لما كان في نفس ابليس من كبر وغرور وتعصب خاص استولى عليه حيث اعتقد انه افضل من ادم ولا ينبغي ان يصدر له امر بالسجود لادم، بل ينبغي ان يؤمر ادم بالسجود له. فكفر ابليس كان انحرافا عقائديا أذهب عليه كل عبادته وطاعته نتيجة طغيانه، وهكذا تكون نتيجة الكبر والغرور الذي يؤدي الى الطغيان والتجبر الذي بدوره ينهي صاحبه، علما ان هذه الصفات مما تميز به ابليس وأقسم ان يغوي بها بني ادم للخروج عن طاعة الله تعالى الى طاعته.
النمرود
وفي القصص القراني كثير من الامثلة التي رسمت صورا من الطاغوت وما يتمتع به من صفات التجبر والطغيان والخروج على ارادة الله تعالى..
وقد اخترنا من تلك القصص التي وردت في ذكر الطغات قصة النمرود مع نبي عصره النبي ابراهيم عليه السلام، وقد جئنا بقصة النمرود بعد ابليس كون ابليس اول من طغى وتجبر، ثم تلاه النمرود اول من طغى من البشر (الملوك) حتى قيل لم يملك الارض الا ملكان صالحان وملكان كافران، اما الصالحان فهما النبي سليمان عليه السلام والاسكندر ذو القرنين، واما الكافران فهما النمرود وبختنصر .
فلو امعنا النظر في قوله تعالى: ((الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان انا الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين)) ، فلفظة (حاج) أي المحاججة وردت بمعنى المجادلة لان المحاججة تكون بالحق، اما هنا فكانت بمعنى المجادلة بالباطل، لاعتقاد النمرود بانه صاحب حجة وهذا باطل، فاطلق لفظ المحاججة واريد به المجادلة.
فالاية تحدثت عن الحوار الذي دار بين ابراهيم عليه السلام واحد الجبارين في زمانه كما ذكرنا وهو الملك (نمرود) فتقول: الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه. فذلك الجبار تملكه الغرور والكبر واسكره الملك ان اتاه الله الملك. وما اكثر الاشخاص الذين نجدهم في الحالات الطبيعية افراد معتدلين ومؤمنين. ولكن عندما يصلون الى مقام او ينالون ثروة فانهم يتناسون المباديء ويسحقون المقدسات فيكونون مثلا للنمرود في هذا الزمان.
وتضيف الاية ان ذلك الجبار سال ابراهيم عن ربه: من هو الاله الذي تدعوني اليه؟ اذ قال ابراهيم: ربي الذي يحيي ويميت.
الواقع ان اعظم قضية في العالم هي قضية الخلقة، بمعنى قانون الحياة والموت الذي هو اوضح اية على علم الله وقدرته. ولكن نمرود الجبار اتخذ طريق المجادلة والسفسطة وتزييف الحقائق لاغفال الناس والملاء من حوله فقال: ان قانون الحياة والموت بيدي.. قال انا احيي واميت، ومن اجل اثبات هذه الدعوة الكاذبة استخدم حيله كما ورد في الرواية المعروفة حيث امر باحضار سجينين اطلق سراح احدهما وامر بقتل الاخر، ثم قال لابراهيم ومن كان معه: ارايتم كيف احيي واميت؟ ولكن ابراهيم قدم دليلا اخر لاحباط هذه الحيلة وكشف زيف المدعي بحيث لا يمكنه بعد ذلك من استغفال الناس، فقال: ابراهيم فان الله يؤتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب، وهنا القم هذا المعاند حجرا، فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين. وبهذا اسقط ما في يدي العدو المغرور. وعجز عن الكلام امام منطق ابراهيم عليه السلام، وهذا افضل طريق لاسكات كل عدو عنيد. وبالرغم من ان مسألة الحياة والموت اهم من قضية حركة الشمس وشروقها وغروبها من حيث كونها برهانا على علم الله وقدرته، لهذا السبب اورده ابراهيم دليلا اول، ولو كان في ذلك المجلس عقلاء ومفكرين لاتقوا بهذا الدليل واقتنعوا به، اذ ان كل شخص يعرف ان مسالة اطلاق سراح السجين وقتل اخر لا علاقة له بقضية الاحياء والاماته الطبيعيتين ابدا ، ثم طرح مسالة طلوع وغروب الشمس بعد ذلك ليتضح زيف دعوى النمرود وعجزه في مشاركة الله سبحانه وتعالى، فالذي يقدر على الاحياء والاماتة يقدر على اتيان الشمس من المغرب.
ولكن قد يكون هذا الدليل غير كاف لامثال هؤلاء السذج ويحتمل وقوعهم تحت تاثير سفسطة ذلك الجبار، فلهذا قدم ابراهيم عليه السلام دليله الاخر وهو مسالة طلوع وغروب الشمس كي يتضح الحق للجميع. وما احسن ما صنع ابراهيم عليه السلام من تقديمه مسالة الحياة والموت كدليل على المطلوب، كي يدحض ادعاء ذلك الجبار مشاركته الله تعالى في تدبير العالم.
فيتضح ضمنا من جملة _ والله لا يهدي القوم الظالمين _ ان الهداية والضلالة بالرغم من انها من افعال الله تعالى، الا ان مقدماتها بيد العباد، فارتكاب الاثام من قبيل الظلم والجور والمعاصي المختلفة تشكل على القلب والبصيرة حجب مظلمة تمنع من ادراك الحقائق .
فمن هذه المحاججة التي دارت بين ابراهيم وقومه نجد ان حججهم ضعيفة ومبنية على التقليد الاعمى لاباءهم واجدادهم باعترافاتهم ضمن سياق الايات المذكورة اعلاه، اذ لم يجدوا حجة لعبادتهم سوى اتباع الاباء في ضلالهم، فبينه الله تعالى بقوله: (( قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ضلال مبين)) ، اي في ذهاب عن الحق ظاهر. لذا قالوا له: ((اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين)) ،
يجادلونه بقولهم أجاد انت فيما تقول من الحق ام انت لاعب مازح؟ وانما قالوا ذلك لاستبعادهم انكار عبادة الاصنام عليهم اذ اوجدوا ذلك واعتادوا عليه. فقال لهم ابراهيم: ((بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن)) اي ان الهكم اله السماوات والارض الذي خلقهن وابتدأهن، فدل على الله تعالى بخلقه السماوات والارض واثبت ايمانه بالله وشهادته على خلقه وقال: ((وانا على ذلكم من الشاهدين)) .
وقد ذكر ان نهاية هذا الطاغية كانت على النحو الاتي: حيث بعث الله ملكا الى ذلك الملك الجبار النمرود يأمره بالايمان بالله تعالى فأبى عليه ثم دعاه ثانية فابى ايضا ثم دعاه ثالثة فأبى ايضا وقال: اجمع جموعك وأجمع جموعي، فجمع النمرود جيشه وجنوده ووقت طلوع الشمس ارسل الله عليهم ذبابا بحيث لم يره عين الشمس وسلطها الله عليهم فأحكت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاما بالية ودخلت واحدة منها في منخر الملك فمكثت في انفه زمنا طويلا وعذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمزراب حتى اهلكه الله عز وجل بها . وتلك هي حكمة الله تعالى في اذلال الطواغيت بتلك الصور المهينة.
فرعون
هو فرعون مصر الطاغية الظالم واسمه الوليد بن مصعب الذي اعتلى عرش مصر كغيره من الملوك السابقين وكان ملكا كافرا ظالما، اشتهر بالطغيان والجبروت ادعى الالوهية وزعم انه الاله المستحق للعبادة فقال تعالى اخبارا عن فرعون: ((فحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى)) ، و ((قال فرعون يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فاوقد لي يا هامان على الطين فاجعلي صرحا لعلي اطلع الى اله موسى واني لاظنه من الكاذبين)) .
وقد تسلط فرعون الذي عاش عمرا طويلا على بني اسرائيل في مصر يذيقهم انواع من العذاب يذبح ابنائهم ويستبقي نساؤهم للخدمة ويستخدم الرجال منهم في اخس الصنائع والحرف وعاث في الارض فسادا وعذب كل معترض عليه وفتح السجون للخارجين واوقع ببني اسرائيل العذاب .
وقد تنبأ كهنة فرعون وسحرته بان هلاك دينه وقومه سيكون على يد غلام يولد من بني اسرائيل، فامر فرعون بوضع القوابل على النساء، فلما راى ذلك بنو اسرائيل قالوا: تعالوا لا نقرب النساء، فقال عمران ابو موسى: اتوهن فان امر الله واقع ولو كره المشركون، اللهم من تركه فاني لا اتركه، فرقع على ام موسى فحملت، فوضع عليها فرعون قابلة تحرسها، فاذا قامت قامت واذا قعدت قعدت، الا ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يفرج عن بني اسرائيل فحفظ موسى. وقد ذكر ذلك بقوله تعالى: ((واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم لبلاء من ربكم عظيم)). فالقران عبر عن العذاب الذي انزله فرعون ببني اسرائيل بفعل يسومونكم من (سام) التي تعني في الاصل الذهاب في ابتغاء الشيء، واستعمال هذا الفعل بصيغة المضارع يشير الى استمرار العذاب، والى ان بني اسرائيل كانوا دوما تحت التعذيب من قبل الفراعنة، والقران عبر بكلمة البلاء كما كان ينزل ببني اسرائيل من عذاب يتمثل بقتل الذكور واستخدام الاناث لخدمة ال فرعون، واستثمار طاقات بني اسرائيل لخدمة الاقباط واشباع رغبات ونزوات المستكبرين.
والبلاء يعني الامتحان، فالحوادث والمصائب التي نزلت ببني اسرائيل كانت بمثابة الامتحان لهم.
ومن الملفت للنظر ان القران يسمي ذبح الابناء واستحياء النساء عذابا، ولو عرفنا ان استحياء النساء يعني استبقائهن وتركهن احياء، لاتضح لنا ان القران يشير الى ان مثل هذا الاستبقاء المذل هو عذاب ايضا مثل عذاب القتل . فعملية الاماتة كانت شاملة للذكور والاناث مع اختلاف في ممارسة هذه العملية.
واراد الله سبحانه وتعالى ان يفرج عن بني اسرائيل ما هم فيه فبعث اليهم سيدنا موسى بن عمران واخوه هارون عليهما السلام الى فرعون يدعوانه بالرفق واللين الى عبادة الله وحده والدخول في دين الاسلام لانه سبحانه هو الاله الذي يستحق العبادة دون سواه، ولكن فرعون الطاغية كذب الحق الذي جاء به موسى وهارون واستكبر وعاند ولم يتراجع عن كفره وضلاله بل هدد موسى عليه السلام واستمر على طغيانه وكفره مع ما اظهر له موسى من المعجزات الباهرات والبراهين الساطعة على صدقه فيما جاء به من عند الله.
وفصل القران المجادلة التي دارت بين فرعون وموسى بقوله تعالى: ((قال لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين قال اولو جئتك بشيء متين قال فات به ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين)) ، واستمر موسى عليه السلام في دعوته قومه للدخول في الاسلام وعبادة الله تعالى وحده بعد ان اظهر لفرعون واتباعه الايات الكبرى واشتد حقد وغيض فرعون عليه وعلى من امن معه وقرر الانتقال منهم وبدا يدبر لهم المكائد ويحيك بهم الحيل للفتك منهم حتى امر الله تعالى نبيه موسى عليه السلام ان يخرج ليلا مع من امن معه من مصر الى بلاد الشام فلما علم فرعون الطاغية بخروج موسى ومن معه اعد جنوده ولا حقهم في محاولة منه للقضاء عليهم وعلى الدعوة التي جاء بها موسى عليه السلام ولكن العاقبة الوخيمة كانت على فرعون واتباعه، فقد انزل الله عز وجل بفرعون ومن معه من الكافرين عذاب استئصال بان اغرقهم في البحر بسبب كفرهم وتكذيبهم نبيهم موسى عليه السلام.
ونجى الله تبارك وتعالى موسى عليه السلام ومن امن معه من بني اسرائيل من كيد فرعون الطاغية وجنوده الذين ارادوا ان يبطشوا بهم. وقد اخرج الله عزوجل جسد فرعون من البحر بعد ان انكر بعض اتباعه غرقه في البحر فكان ذلك اية على صدق موسى عليه السلام وعبرة عظيمة لمن اعتبر وحكمة من الله لعباده لعلهم يتقون ويعتبرون . وذكر ذلك بقوله تعالى: ((فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون)) .
فهنا جعل الله من نهاية هذا الطاغية عبرة للعالمين جميعا ودليلا قاطعا على نهاية الطغيان حتى وان طال امده وعلا سلطانه.
دقيانوس
حاكم ظالم وطاغوت متجبر وهو امبراطور رومي حكم بين 285ـ305م في مدينة تدعى (ابسس) وهي اسم لمدينة خراب قرب ابلستين من نواحي الروم، وفيها اثار عجيبة، ويقال اسم المدينة (افسوس) وهي مدينة اثرية واقعة بين تركيا على مسافة 73 كيلومتر من بلدة ازمير .
كان حكمه بعد زمن سيدنا عيسى عليه السلام وكان ملكا ظالما كافرا اعتنق عبادة الاصنام فاخذ يجبر الناس على ترك عبادة الله الواحد الاحد وعبادة الاصنام، ويقتل كل مؤمن لا يستجيب لدعوته الضالة .
وكان ظلم الحاكم الجبار من الشدة التي لا توصف حيث حبست انفاس عبادة الله في صدور الناس وانكمشت همهمات التوحيد في حناجرهم، فانبرى مجموعة من الفتية الاذكياء المؤمنين، الذين كانوا يعيشون في ضل حياة مترفة بالزينة والنعم الا انهم انسلخوا من كل ذلك لاجل حفظ عقيدتهم والمجابهة ضد طاغوت زمانهم (دقيانوس)، حيث رفضوا تلك البيئة الفاسدة وعبادة الاصنام والكفر، وانبروا للوقوف بوجه الحكومة الظالمة التي تحتمي وراء مظاهر الشرك والكفر والانحراف، حيث يصفهم القران بقوله تعالى: ((وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذا شططا)) .
هنا نستفيد من تعبير ربطنا على قلوبهم ان بذرة التوحيد وفكرته كانت منذ البداية مرتكزة في قلوبهم، الا انهم لم تكن لديهم القدرة على اظهارها والتجاهر بها، ولكن الله بتقوية لوبهم اعطاهم القدرة ان ينهظوا علانية ويعلنوا نداء (التوحيد). وليس من الواضح فيما اذا كان هذا الاعلان قد تم اولا امام ملك زمانهم الظالم (دقيانوس) او انه تم امام الناس وامام الاثنين معا (الحاكم الظالم والناس) او انهم تجاهروا به فيما بينهم او مع انفسهم. ولكن يظهر من كلمة قاموا ان اعلانهم كان وسط الناس او امام السلطان الظالم .
ان هؤلاء الفتية المؤمنين كما وصفهم القران الكريم في قوله تعالى: ((انهم فتية امنو بربهم وزدناهم هدى)) قد ذكروا دليلا واضحا لاثبات التوحيد ونفي الالهه وهو قولهم: واننا نرى بوضوح ان لهذه السماوات والارض خالقا واحدا، وان نظام الخلق دليل على وجوده تعالى، وما نحن الا جزء من هذا الوجود، لذا فان ربنا هو نفسه رب السماوات والارض. ثم ذكروا دليلا اخر وهو ان هؤلاء قوما اتخذوا من دون الله الهه. فهل يمكن الاعتقاد بشيء من دون دليل او برهان؟ لولا ياتون عليهم بسلطان بين. وهل يمكن ان يكون الظن او التقليد الاعمى دليلا على مثل هذا الاعتقاد؟ وهذا الافتراء هو ظلم للنفس، لان الانسان يستسلم حينئذ لاسباب السقوط والشقاء، وهو ايضا ظلم بحق الجميع الذي تسري فيه هذه الانحرافات، واخيرا ابتعاد عن طريق الله سبحانه وتعالى. (فهؤلاء الفتية الموحدون قاموا بما يستطيعون لازالة صدأ الشرك عن قلوب الناس، وزرع غرسة التوحيد في مكانها، الا ان ضجة عبادة الاصنام في ذلك المحيط الفاسد، وظلم الحاكم الطاغية كان من الشدة التي لا تجارى فلم يتمكنوا من التغيير وطوردوا من قبل رجال الحاكم الظالم فاووا الى الكهف اذا هجروا المجتمع والمحيط الكافر، مثبتين بذلك السلك المسلك استقامتهم في سبيل الايمان والثبات عليه وعبادة الله سبحانه وتعالى، كما وصفهم بقوله تعالى: ((اذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة)) ، فكان قرارهم باعتزال الناس طلبا لرحمة الله بعد ان تشاوروا فيما بينهم، كما وضح ذلك قوله تعالى: ((فاووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته)) . وبذا عمرهم الله برحمته الواسعة وانقذهم من ظلم الملك ورجاله وجعل منهم اية للعالمين. فقال تعالى: ((فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا)) ، وكانت رحمة الله لاتغادرهم ابدا حيث اعطاهم من الامكانات العلمية والمادية بما يهيىء لهم سبيل البقاء وطول العمر... حيث جعل الشمس تزاور عنهم الى اتجاهات مختلفة، فقال تعالى: ((وترى الشمس اذ طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من ايات الله ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)) فشاء تعالى ان يعيدهم تارة اخرى فهم أصحاب رسالة وكلمة حق وهداية ورشاد للاجيال التي تعاقبت خلال فترة مكثهم في الكهف، فخرجوا اية للناس وحكاية ميدانية ليتعض الناس من الماضي السحيق، ماضي الطغات والظلمة الى مستقبل اراد الله تعالى ان يبين عن طريق هؤلاء الفتية الا هو مستقبل الحق والعدل والاحسان ونبذ الشرك والوثنية والكفر والطغيان، فتبين الفارق بين الماضي السحيق والمستقبل الالهي المنشود في ارادته تلك.
الخاتمة وأبرز نتائج البحث
لقد تبين لنا من خلال استقرائنا لبعض من الايات القرانية الكريمة المعنية بموضوع البحث ان لفظة الطاغوت في القران الكريم مختلفة الدلالات، فلقد جائت بمعنى الكفر كما في قوله تعالى: ((لقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)). فهنا دلت كلمة الطاغوت على بطلان عبادة غير الله سبحانه وتعالى، فاوجب الله ترك الطاغوت وتكفير أهله.
ووجدنا في مواضع أخر ان الطاغوت تغيرت دلالته في مواضع كثيرة ابرزها الشيطان، وهو: الحاكم بغير ما انزل الله، والحاكم الجائر المغير لاحكام الله، ومن عبد وهو راض بالعبادة.
وكان واضحا من الايات القرانية ان هؤلاء الطواغيت قد اوجب الله تكفيرهم كما في قوله تعالى: ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)). ومعنى الاية ان الانسان لا يدخل الاسلام الا بعد ان يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله، فيتضح من ذلك مسألة توحيد الله واجتناب الطاغوت، وهذا هو هدف جميع الانبياء والرسل، حيث ان التوحيد وعبادة الله هو الاصل المشترك والقاعدة المتفق عليها بين جميع الشرائع السماوية. وهذا ما فصلته الاية الكريمة الانفة الذكر ففي قوله تعالى: ((ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)) تبين ان الهدف الاسمى من بعث الانبياء والرسل هو التذكير بوحدانية الله تعالى، وحيث ان جميع المسلمين يعترفون في صلواتهم اليومية بهذا الاصل ويرددون (اياك نعبد).
وعلى هذا الاساس فان وجوب عبادة الله وحده مرتبطة بترك الشرك والالحاد، وهذا من موجبات ترك حكام السوء والطواغيت او التمثل بهم وبافعالهم، والاجتناب عن عبادة غيره تعالى امر مسلم لا كلام فيه ولا يختلف اثنان في هذه القاعدة الكلية ابدا.
قائمة المصادر والمراجع
1 – القران الكريم .
2 - الامثل في تفسير كتاب الله المنزل / الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ت1407هـ .
3- املاء ما من به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القران/ ابو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري ت616هـ/مطبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان 1399هـ _ 1979م.
4 – البداية والنهاية/الامام الحافظ ابو الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقي ت774هـ/ تحقيق علي شيري/ مطبعة دار احياء التراث العربي/بيروت لبنان.
5 - التبيان في تفسير القران / الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي 385 ـ 460 هـ / ط1 / مطابع مكتب الاعلام الاسلامي / تحقيق احمد حبيب قيصر العاملي / دار احياء التراث العربي / بيروت لبنان / 1209هـ.
6 - تفسير البيضاوي/ ناصر الدين ابو سعيد عبد الله بن محمد بن عمر الشيرازي ت 685هـ.
7 - تفسير غريب القران / فخر الدين الطريحي ت1085هـ/ تحقيق محمد كاظم الطريحي.
8 - تفسير الميزان / السيد محمد حسين الطباطبائي / منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية / قم .
9 - القاموس المحيط /الفيروز ابادي/تحقيق الشيخ نصر الهوريني ت817هـ/مطبعة بولاق (د _ ت).
10 - قصص الانبياء / الامام الحافظ عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثير القريشي الدمشقي ت 774هـ / اعداد وتقديم محمد عبد الرحمن المرعشلي/ دار احياء التراث العربي / بيروت لبنان / ج1 ط2 (د . ت) .
11 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التاويل/ ابو القاسم الزمخشري ت 467 ـ 538هـ / ط الاخيرة 1966م / مطبعة البابي واولاده بمصر.
12 - مجمع البيان في تفسير القران / ابو علي الفضل بن الحسن الطبري ت 560هـ / تحقيق لجنة من العلماء والمحققين الاخصائيين / ط1 1415هـ/ الناشر مؤسسة الاعلمي للمطبوعات/ بيروت لبنان .
13 – مجمع البحرين / العالم المحدث الفقيه الشيخ فخر الدين الطريحي م 1085هـ / ط1 395هـ / قم .
14 - معجم البلدان / الشيخ الامام شهاب الدين ياقوت الحموي الرومي البغدادي / دار احياء التراث العربي / بيروت / لبنان 1399هـ 1979م.
15 - المعجم المفهرس لالفاظ القران/ محمد فؤاد عبد الباقي/ دار الكتب المصرية/ القاهرة 1364هـ _ 1945م.
16 - معاني القران/ الامام ابو جعفر النحاس ت338هـ/ تحقيق الشيخ محمد علي الصابوني/ الطبعة الاولى 1410هـ 1989م.
17 - مفردات الفاظ القران / العلامة الراغب الاصفهاني ت 425هـ / تحقيق صفوان عدنان داوودي / ط1 1426هـ .
18- لسان العرب / لابن منظور ت711هـ / منشورات ادب الحوزة / قم 1405هـ.
19 - النهاية في غريب الحديث / لابن الاثير ت 606هـ / تحقيق طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطاحي / مطبعة
ليست هناك تعليقات