شطحات مدحت آل فرّاج في تفصيلاته العواج
سم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أما بعد :
إن المسلم يفرح كلما وجد أناساً قريبين من الحق ودائماً يدعو الله أن يعز بهم الإسلام ويكونوا سبباً في هداية الخلق، لكن لا تبقى هذه الفرحة كثيراً حتى نرى ونسمع من هؤلاء الذين توسمنا فيهم الخير بأنهم أنفسهم من يصدون عن سبيل الله
بل وتسمع منهم العجب العجاب دون أن يذكروا أي دليل فيما ذهبوا إليه من مخالفات صريحة للحق
ومن أمثال هؤلاء ( أبو يوسف مدحت آل فراج ) فمن قبل بعد ما بين في كتابه عارض الجهل، وأثبت بالأدلة العقلية والنقلية بأن مرتكب الشرك يثبت له وصف الشرك قبل الرسالة وبعدها وسرد الأدلة في ذلك في أكثر من مائتين وخمسين صفحة جاء بأسطر يتيمة خالية من الأدلة والبراهين وقال :
( وإني لا أحل لأي واحد من الإخوة تابع ما في هذه الرسالة من أحكام ونتائج أن يستطيل على إخوانه المخالفين ويعقد بها المناظرات والمجادلات والخصومات التي لا تأتي إلا بتنافر القلوب، ووهن الرباط الأخوي بين المؤمنين، وضعف شوكة المسلمين فإني لم أضع الرسالة لهذا أبداً ) ص ٢٩٦ العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي
فقد سمى المخالفين الذين حكموا بإسلام المشركين وصرفوا لهم جميع أنواع الولاء (إخوة مسلمين )، دون أن يقيم على ذلك البرهان الواضح والدليل القاطع من كتاب الله وسنة رسوله مع الاستئناس بفهم السلف
فهذا الكلام يا الفراج مردود عليك حتى تؤصل المسألة تأصيلاً شرعياً، وأما غير ذلك فلا يُقبل منك ونسأل الله أن يهديك للإسلام
والكلام الجديد الذي نقله لنا أتباعك وكالعادة دون نقل الدليل هو قولك مغردا على حسابك في التويتر:
(من الغلو تكفير كل من لم يكفر « المشرك الجاهل » ونتحدى أن ينقل أحدهم هذا عن واحد من أئمة أصحاب الثلاثة القرون الأولى في تعريفهم للإسلام العاصم للدماء) المصدر صفحة السلفيون لا غلاة ولا مرجئة الفيس
أقول : يا أبا يوسف يبدو أنك تريد كل شيء منصوص عليه من السلف فإن كان كذلك لماذا لم تقدم لنا نصوصا عن السلف تقول بأنه مسلم؟
فالسلف لم يتوقعوا بأنه سيأتي يوم ويُحكم بإسلام مرتكب الشرك
ويأتي يوم ويختلف في من حكم بإسلام مرتكب الشرك
كما أنهم لم يتوقعوا أن يأتي زمان ويُحكم فيه بإسلام الطواغيت وبمزج الإسلام مع أديان كفرية كالديمقراطية والاشتراكية ويُفصل الدين عن الحياة !!
فهل يوجد كلام بالمنطوق عن السلف من الأئمة أصحاب القرون الثلاثة الأولى يقولون فيه باللفظ بكفر من دخل في الديمقراطية والإشتراكية والليبرالية والعلمانية، وغيرها من الشركيات التي وقعت في هذا الزمان.
فقد جاء في الاثر عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله :
{تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من فجور }
فيجب عليك أن ترتقي يا أبا يوسف في الفكر والتصور وتعمل بأصول الاعتقاد لا أن تطلب نصوصاً عن السلف في كفريات هذا الزمان
فأنت لا يخفى عليك كلام أهل العلم في كفر من لم يكفر مسيلمة الكذاب مثلاً أو شك في كفره، أو كفر من لم يكفر المشركين واليهود والنصارى ومما نقلت من كلام للقاضي عياض في رسالتك العذر بالجهل قوله :
{ ولهذا نكفر من لم يكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم وإن أظهر مع ذلك الإسلام واعتقده واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك}
أليس مرتكب الشرك يدين بغير ملة المسلمين !!؟
أليس مرتكب الشرك دينه دين الشرك فلماذا الدفاع عن من لم يكفره، فالمشرك يدين بغير دين الإسلام والذي حكم بإسلامه قد صحح مذهبه واعتقد بأن الشرك لا يناقض الإسلام أو أن الإسلام يستقيم مع الشرك
هل هناك فرق بين مشرك و مشرك آخر !؟
حتى يُقال أن من لم يُكفّر الأول وحكم بإسلامه يكفر أما من لم يُكفّر الثاني وحكم بإسلامه لا يكفر !!
أليس من لم يكفّر اليهود كافر، أليس من لم يُكفّر النصارى كافر
أم أنهم هم وحدهم الذين على غير ملة الإسلام، والمشرك من أهل زماننا العابد للطاغوت ( سواء كان طاغوتاً حجرياً أو بشرياً ) تعتبرونه على ملة الإسلام ؟؟؟
من يعتبر هذا المشرك على ملة الإسلام و يحسبه من أهلها هو نفسه يحتاج لمراجعة معنى ملة الإسلام ومعنى دين الإسلام ليُميّز حدوده ومن في ملة الإسلام ومن ليس فيها وهذا التقسيم والتمييز بين كافر وكافر آخر غيره لم يأت به دليل بل نص الدليل على عكسه فالله عز و جل يقول : ( أكفاركم خير من أولئكم )
فهل مشركو زماننا خير من اليهود و النصارى حتى يُقال أن من لم يُكفر اليهود والنصارى فهو كافر، أما مشركو زماننا فلهم براءة في الزبر !!!
فيجب عليك أن تعمل بالعقيدة وترتقي بها علماً وتصوراً وعملاً وقولاً، وتعمل بالتأصيل لا أن تطلب تقريرات
وتنزيلات السلف على مسائل لم تحدث لهم، وقد قال العلماء من قبل لا زال العالم جاهلاً حتى يعمل بما علم
هل تريد نصاً للإمام أحمد رحمه الله في كفر من لم يُكفر الديمقراطيين !؟
وكفر من لم يُكفر من رشّح طاغوتاً في الإنتخابات التشريعية !!؟
وكفر من لم يُكفّر الطاغوت المُبدِّل لشرع الله !!؟
لو قال أحد العلماء في عصور الإسلام التي كانت الشعوب فيها منقادة لشرع الله ويُحكّم حُكامها الشرع ولا يُستبدل بالقوانين الوضعية – كما يفعل طواغيت اليوم – لو قال أحد العلماء مثل الكلام السابق لصار مضحكة واستُخف بعقله إذ المسلمون مجمعون على أن الحَكم هو الله سبحانه ولا خلاف بينهم في كفر من قال بأن الحاكمية أو حق التشريع للشعب أو نوابه الذين ينوبون عنه و لم يتصوروا وجود مثل هذا الصنف من الناس حتى يحتاجوا لفتوى وحكم له يا الفرّاج
ألا يكفيك بيان الله تعالى وعدم تفريقه بين مشرك و آخر
فمن اتخذ شفيعاً من دون الله كفّره الله، ومن قبل تشريعا من دون الله كما لو وافق على حل الميتة التي حرمها الله كفّره الله وقال إنه إن أطاع في هذا فيكون مشركاً
ومن جعل ابناً لله كفّره الله ومن اتخذ أحباره ورهبانه مشرعين من دون الله كفّره الله فلا يجوز التفريق بين مشرك و آخر وجعل تكفير هذا من أصل الدين وتكفير الآخر ليس من أصل الدين
يجب عليك أن تتصور المسألة جيداً وتدعو الله أن يجعلك من أهل لا إله إلا الله
كذلك يا الفراج نواقض الإسلام العشرة هي أيضاً ليست نصوصاً قرآنية يجب على الشخص الوقوف عندها وكأن هذه النواقض هن الكفر بعينه فقط ولا يتوقع وجود كفر وناقض غيرهن فهن إجماعات قد اتفق عليها العلماء بسبب مخالفة أركان أو شروط لا إله إلا الله، أو بسبب تحليل الحرام المجمع عليه أو تحريم الحلال المجمع عليه أو إنكار ما قد علم بالضرورة فمنها ما هو داخل في الكفر بالطاغوت ومنها ما هو مجمع عليه عند جميع المسلمين سلفاً وخلفاً، لأن هذه المسائل ظاهرة وأدلتها قطعية، والمخالف هنا" ليس بمسلم" وأما أدعياء الدين ناهيك عن أتباعهم اليوم أصبح عندهم التوحيد وضده من المسائل الخفية وإن ادعوا خلاف ذلك نظريا
ولا يجب للمؤمن أن يقف على نواقض الإسلام العشرة وكأن الكفر محصور فيها حتى إذا قلنا الديمقراطية كفر وشرك ودين غير دين الإسلام سمعنا من يقول وهل هذا ناقض جديد من نواقض الإسلام !؟
وهل زدتم فيها الناقض الحادي عشر والثاني عشر !!
السلف لم يتوقعوا أن يأت يوم ويحكم فيه لمرتكب الشرك بالإسلام
في زمن السلف كانت الفرقة الكافرة اليهود والنصارى لذلك حكموا على من لم يكفرهم بالكفر ولم يكن في زمنهم فِرق الديمقراطية و الليبرالية والعلمانية فيا ترى ما الفرق بين من يقول أن المسيح ابن الله و بين من يقول إن الولي الفلاني شفيع عند الله أو ابن لله أو يقول إن التشريع حق للشعب حتى يقال أن من لم يُكفر الأول فهو كافر، ومن لم يُكفّر الآخرين فليس بكافر حتى تُقام عليه الحجة !!؟
ولا أدري ما هي الحجة التي يتكلمون عنها ليقيموها على من لم يُكفّر طوائف المشركين غير اليهود والنصارى
هل هي بيان أن فعل هذا المشرك هو الشرك الأكبر !!
إذاً البيان هنا لأصل الدين المفترض أن يكون عارفاً به من لم يكفر الكافر أم أن البيان يكون في إطلاق لفظ الشرك على المشرك !!
ما هي النصوص التي يُحتاج إليها لهذا البيان !؟
هل هي نفسها نصوص بيان التوحيد والشرك أم هي نصوص أُخرى إضافية !!؟
كيف فهم الصحابة رضوان الله عليهم لما دخلوا الإسلام حكم أنفسهم قبل الإسلام وحكم قومهم !!؟
هل كانت النصوص التي بلغت إليهم هي نصوص التوحيد والشرك أم أن هناك نصوصا إضافية غيرها !؟؟
أليس بمجرد فهم الإنسان لحقيقة الشرك الذي يزاوله في الجاهلية ولحقيقة التوحيد الغائبة عنه فإنه سيحكم من منطلق هذه المعرفة على نفسه أنه لم يكن على الإسلام وسيحكم على من يزاول الشرك بأنه مشرك و على قومه الذين بقوا على الكفر بأنهم مشركون
إن الإسلام هو ترك الشرك والكفر بأنواعه وعبادة الله وحده لا شريك له و يلزم من ذلك وهو لازم لا ينفك
١– أن الله هو الإله الحق وما دونه آلهة باطلة يجب الكفر بها
٢– أن الله يُعبد بالتوحيد ومن صرف العبادة لغير الله فهو مشرك
٣– أن كل من عبد الله وحده فهو في دين الله ومن لم يعبده أو عبد معه غيره فهو مشرك كافر يجب البراءة منه
هذه اللوازم لا ينفك بعضها عن بعض
وكما أنه توجد عبادة وعابد ومعبود كذلك يوجد كفر وكافر ومكفور به
والكفر من صناعة الكافر فمن لم يعبد الله فهو كافر ومن علم حاله ولم يكفره فهو كافر، ما الإشكال في ذلك ؟؟؟
من لم يكفر مشركي قريش هل هو مسلم !؟
من لم يكفر أهل مسيلمة الكذاب مع علمه بحالهم هل هو مسلم !؟
من لم يكفر اليهود والنصارى هل هو مسلم !؟
من لم يكفر عباد القبور هل هو مسلم !؟
من لم يكفر عباد بودا والشمس والكواكب هل هو مسلم !؟
من لم يكفر مشركي زماننا مع علمه بحالهم هل هو مسلم !؟
فمسألة تكفير المشركين مسألة متعلقة بفهم حقيقة التوحيد وضده فالتوحيد إفراد، فمن أفرد الله بالعبادة فهو المسلم
والشرك تشريك، فمن صرف العبادة لغير الله فهو المشرك الكفور ولا كرامة
والمرء لما يعرف التوحيد ونقيضه الشرك ويترك الشرك و يتبرأ منه ويدين بالتوحيد سيعرف نفسه وسيحكم على نفسه قبل إسلامه و تركه للشرك و سيحكم على من بقى على مثل حاله الأولى و لم يترك الشرك بأنه على الشرك
و ليس على الإسلام أي أنه مشرك و ليس بمسلم
ولا يحتاج هذا الكلام لفتوى ولا لبحث عالم طال باعه في العلم واحدودب ظهره و شاب شعره في طلبه هذه البديهة العقلية صارت من معضلات الزمان عند أقوامنا مدعي العلم من أهل اللحى والعمائم ومن ضمنهم الفراج
فالتقييم الحقيقي والحكم عند المرء للمسلم والمشرك هو فهمه نفسه لمعنى الإسلام ومعنى الشرك، من هذا المنطلق سيحكم على فاعل الشرك بأنه مشرك وفاعل التوحيد بأنه موحّد، والخلط أو عدم الشهادة على المشرك بالشرك راجعة للغبش في مفهوم أصل الدين نفسه
والآن نأتي إلى المناط المختلف فيه مع الشيخ الفراج يقول بلسانه:
( من الغلو تكفير كل من لم يكفر المشرك الجاهل)
سبحان الله
كان المشركون يقولون أنتم خوارج وتكفيريون وغلاة كيف تكفرون من يقول لا إله إلا الله والآن الفراج مقر بأن المناط الذي اختلفنا فيه مع العاذر هو « المشرك الجاهل » ويقول عنه من الغلو تكفير كل من لم يكفره فسبحان الله
نقول وبالله التوفيق:
نعم نحن تكفيريون أنعم وأكرم
اليهود منهم ــــ جهال، والنصارى كذلك، والمجوس وجميع طوائف المشركين وتقريباً دون استثناء فهل يدخل عنده في العذر من لم يكفر هؤلاء !!؟
لماذا لم تشمل رحمة هؤلاء الذين يُفصلون في من لم يُكفر اليهود والنصارى وبين غيرهم وشفقتهم حتى على من لم يُكفّر اليهود و النصارى ما داموا فُتحوا هذا الباب…. !!
لا حول ولا قوة إلا بالله
ونقول أيضا في الرد على الفراج:
نحن نتكلم عن الشرك الأكبر وليس الأصغر
إذاً هو من الكفر المتفق عليه وليس من الكفر المختلف فيه وهذا هو مناط تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر
ونقول أيضا:
أنت جعلت هذه المسألة من الغلو ومعنى هذا أن المسألة عندك فيها تفصيل أو أن الاختلاف في تكفير من لم يكفر مرتكب الشرك هو الوسط بين إفراط وتفريط
إذاً إما أن تفصل تفصيلاً مُقعّداً بالأدلة من كتاب وسنة وإجماع أهل العلم أو تكتفي بالتبديع والتضليل وترمي مخالفيك بالغلو والضلال كما فعل ناصر العلوان دون ذكر الأدلة وهذه بضاعة كل مفلس
فأما الأولى وهي " أن عندك أدلة" فنحن نستبعد ذلك منك وذلك بسبب إفلاسك من الأدلة عندما ذكرت المسألة في كتابك العذر بالجهل في كلمات مجردة من أي دليل
الأمر الثاني وهو بأنك ترى بأن المسألة خلافية ولا تصل إلى تكفير المخالف وليست مناط تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر دون أن تبين بالتأصيل الشرعي العلمي الخالي من أي هوى أن المسالة تخرج من الكفر بالطاغوت ومن مناط تطبيق القاعدة، وهذه ليست عادة مدحت الفراج في تقعيده للمسائل
أما نحن بفضل الله فنقول بأن هذا المناط لا يوجد فيه خلاف البتة عند جميع المسلمين خواصهم وعوامهم لأن هذا الأمر متعلق بفهم حقيقة الإسلام وهو داخل في الكفر بالطاغوت، فمن الكفر بالطاغوت تكفير أهله
لا الحكم بإسلامهم فمن حكم بإسلامهم فقد والاهم وصحح مذهبهم ومن كفرهم فقد تبرأ منهم وأبطل مذهبهم.
والآن نأتي ونعرف حقيقة « الجاهل المشرك » الذي يتكلم عنه الفراج ويقول أن تكفير من لم يكفره من الغلو
فنقول :
أظن(1)بأننا نتفق في حكم جاهل التوحيد، ونختلف في من حكم بإسلام جاهل التوحيد، لكن من هو جاهل التوحيد الذي يحكمون بإسلام من لم يكفره !؟
هو شخص يقرقع بحروف لا إله إلا الله بلسانه ويتقرب لله ببعض الشعائر كما يفعل اليهود والنصارى اليوم ولا يعرف معنى لا إله إلا الله ولا مقتضياتها ولا شروطها ولا نواقضها ثم بعد ذلك يحكمون بإسلامه
والمناط المختلف فيه ولأجله أصبحنا من غلاة التكفير هو الذي يحكم بإسلام:
١- من جعل مع الله إله آخر
٢– يحكم بإسلام من يعبد غير الله
٣– يحكم بإسلام من لا يعبد الله وحده
٤– يحكم بإسلام من لا يعرف التوحيد
٥– يحكم بإسلام من تقرب لله بالشرك
٦– يحكم بإسلام من لم يتحقق فيه أي شرط من شروط لا إله إلا الله
٧ –يحكم بإسلام من لم يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله
٨– يحكم بإسلام من جعل مع الله شركاء متشاكسون
٩– يحكم بإسلام من يعتقد بأن التوحيد دين المتطرفين والشرك دين المرسلين
١٠– يحكم بإسلام من يدين بشرع شر البرية ولا يريد شرع رب البرية
..هذا هو المناط..
هل اليهود والنصارى مشركون جهال أم أن كلهم مشركون عالمون بالكفر الذي هم فيه وليس فيهم من هو جاهل أو مُقلد مسكين !؟
لماذا لا يسع العذر من لم يكفرهم !؟
ولماذا لا يُقال على من كفّر من لم يُكفّرهم أنه وقع في الغلو والتكفير !!؟
ثم هذا الذي يحكم بإسلام « المشرك الجاهل » ويعتبر تكفيره من الغلو، قد تجده أيضا يحكم بإسلام طواغيت العرب ويرى بأن تنحية الشريعة والحكم بأحكام القوانين الوضعية كفر دون كفر.
فمن شك أو توقف أو حكم بإسلام جاهل التوحيد أو المشرك فهو مشرك كافر لأنه لم يحقق ولم يفهم معنى شهادة التوحيد ولا حدود التوحيد ومن هو فيه ولا حدود الشرك ومن هو من أهله
إذ كيف يحكم بإسلام المشرك وهو من اسمه
مشرك مشرك مشرك مشرك
و كيف فهم الإسلام من لم يميز من هو من أهله ومن ليس من أهله !!؟
انظر إلي أين تذهب عقول هؤلاء القوم !!؟
لو قلت لهم الهندوس واليهود والنصارى لما تلكأوا في ذلك لكن عندما اقتربت الدائرة من أقوامهم وأقربائهم المشركين خرجت الأعذار
المناط الذي تتكلم عنه هو من حكم بإسلام " المشرك الجاهل" فهذا كلام عام ويشمل أي صورة من صور المشركين الجهال فمثلاً نستطيع أن نقول من الغلو تكفير كل من لم يكفر مشركي قريش
أو من الغلو تكفير كل من لم يكفر أبا جهل
ومن الغلو تكفير كل من لم يكفر إبليس
ومن الغلو تكفير كل من لم يكفر اليهود والنصارى
طبعاً مع علم كل هؤلاء في الأمثلة السابقة بحالهم فماذا سيكون جواب المسلمين والمنصفين ؟
أين دليلك يا الفراج أم أن الهوى والنفس والعشيرة والمنصب له نصيب
فنحن المسلمين لا نريد كلاماً من غير أدلة ومن غير استئناس بفهم السلف
أين دليلك وإلا فأنك تجعجع وتهرف بما لا تعرف
والمفترض عليك أن تنقل لنا خلاف السلف في عدم تكفيرهم لبعض حالات من حكم بإسلام " المشرك الجاهل " مع علمه بحاله إن كنت تزعم بأن المسألة ليست مطردة
والأصل عدم الخلاف إلى أن تنقل لنا أنت أنهم اختلفوا فالمسألة عندنا نحن المسلمين متفق عليها عند العوام والخواص
يقول ابن رشد القرطبي في كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد
{ فإما الإجماع فانه أي مسألة لم ينقل عن أحد من المسلمين في ذلك خلاف ولو كان هناك خلاف لنقل إذ العادات تقتضي ذلك}انتهى
أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاءً وأعطوا علومًا وما أعطوا فهومًا، وأعطوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ}
نسأل الله أن يكفينا شر زلات" أدعياء العلم"
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك
كتبها: ابن عمر الليبي
**********************
1- أظن أننا نتفق بأن ( المشرك الجاهل ) ليس بمسلم وأن التصريح بكفره وإظهار العداوة له ليس من أصل الدين، لكن هل نتفق بأن الاعتقاد بأنه مشرك وأنه ليس في دين الله من أصل الدين أم لا!؟ المسلم يعتقد بأنه من أصل الدين لأنه عندما عرف حقيقة التوحيد وأنه هو أفراد الله بالعبادة، وحقيقة الشرك وأنه صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله أو تسوية غير الله بالله أو أن تعدل غير الله بالله في شيء من خصائص ألوهيته أو ربوبيته، علم يقيناً أن " المشرك الجاهل" ليس في دين الله لأن الله لا يُعبد إلا بالتوحيد وأستغرب من الذين يجعلون تكفير المشرك من الواجبات!! إذ كيف يتصورون بأنهم يدخلون في الإسلام وهم يجهلون حقيقة المشركين ويعتقدون بأن الشخص يكون مسلماً ولو حكم بإسلام المشركين بل وحتى الطواغيت.( وهذه عقيدة أبي محمد المقدسي حيث يقول وليس شرطًا للدخول في الإسلام تكفير الطاغوت)
هزلت
ردحذف