رد على من يقول بأن [ تحكيم الشريعة من المسائل الخفية فلهذا لا يكفرون من تحاكم للطاغوت]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
يقول بعض الشباب: بأننا لا نستطيع تكفير الناس لأن مسألة تحكيم الشريعة أصبحت اليوم من المسألة الخفية، فلهذا لا نكفر الناس اليوم بسبب هذا الأمر.
فنقول وبالله التوفيق :
أولاً:هذا الكلام يحتاج الي دليل، وليس كل من تكلم في دين الله بقول يصير كلامه صحيح حتى يُضيف إليه البرهان القاطع والدليل الواضح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأظن بأن الذي يبحث عن مرضاة الله سبحانه وتعالى لا يعترض على ما قلناه ونطالب به
فمن ادعى شيء فعليه البينة
والأمر الثاني:تبيين خطورة هذا الكلام ومخالفته للتوحيد
قد بينت بأن مسألة قبول وتحكيم الشريعة بين العبيد أو رفضها مسألة قبول شرع الله ورفض شرع ما سوى، مسألة تتعلق بالتلقي عن الله والرسول أو رفض التلقي عن الله والرسول والتلقي من الارباب والطواغيت
وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله
فلا إله:تنفي عبودية وشرع ومنهج غير الله
وإلا الله: تثبت عبادة وشرع ومنهج الله
و ليس تحكيم الشريعة مقيد في الحدود والعقوبات، بل مسألة متعلقة بمنهج الحياة الذي ينظم العلاقة بين الفرد وغيره من الناس وبين الدولة وعلاقتها بباقي الدول، في السلم والحرب في الولاء والبراءة وفي الاقتصاد والاجتماع والسياسة والامر والنهي.
فمن كانت حياته ومماته ومنهجه كتاب الله وسنة رسوله فهو في دين الله ومنهجه قويم
ومن كانت حياته ومماته ومنهجه من الارباب والطواغيت فمنهجه سقيم.
و كيف يكون هذا في دين الله، وكيف يشَّكل على من يدعي بأنه مسلم ويرفع شعار تحكيم الشريعة، إلا إذا كان يرى بأن تحكيم الشريعة محصور فقط في المسح على الخفين وفي عدم الاختلاط بين الجنسين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسألة الذنوب والمعاصي فقط !!
بل المسألة متعلقة كما بينا بالتلقي عن الله والرسول صلى الله عليه وسلم، مسألة متعلقة بربوبية الله وسلطانه وسيادته على خلقه، وقبول شرعه ورفض شرع غيره من الأرباب والطواغيت
فإما شرع الله أو شرع الأرباب
و إما حكم الله أو حكم الطاغوت
فإما أن تنفي شرع غير الله وتثبت لله وحده التشريع أو تجعل لله ندا في أخص خصائص الربوبية
فلا إله إلا الله تعني:-
اعتقاد بطلان أحكام وشرع الطواغيت والأرباب، وتتركها وتكفر أهلها وتعاديهم.
فمن لم يحقق هذا الأمر لم يحقق معنى لا إله إلا الله ولم يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله.
فالناس ممن لم يأت بالتوحيد بين صنفين صنف يدعي العلم والدين لم يحقق صفة الكفر بالطاغوت والإيمان بالله بسبب عدم فهمه لمسألة تحكيم الشريعة، ودفاعه عن عباد الطاغوت
والصنف الآخر هم من عبد الطاغوت باتباع شرعه وحكمه والدفاع عنه وتصحيح مذهبه.
....
إن الاعتقاد بأن حق الحكم والتشريع من أخص خصائص الله مسألة متعلقة بربوبية الله، لا تخفى إلا عمن أعمى الله بصيرته، وكون الناس اليوم يجهلون هذا الأمر وخفى عليهم ليس عذر لهم كما يعتقد بعض المنتسبين لأنصار الشريعة، فهذا أصل الدين كله قد خفى عليهم فهل نقول بأن جاهل التوحيد ليس كافراً لان التوحيد خفى عليه !!
فإن كان التوحيد قد خفى عليه فبأي دليل ننسبه للتوحيد وهو يجهله !؟ !؟
فكذلك من تلقى أو اعتقد بأن لبعض الناس الحق في التشريع والحكم فقد آمن بالطاغوت وكفر بالله، فهم قد خفيت عليهم شهادة لا إله إلا الله من حيث النفي والإثبات
نفي الحكم والتشريع والسلطة والسيادة عن غير الله واثباته لله وحده.
فما الفرق بين أدعيا التلفية وهؤلاء الشباب على هذا الحال!؟
هؤلاء يعذرون الطواغيت والأرباب وعبادهم بإطلاق، وهؤلاء يعذرون عباد الطواغيت والأرباب، وقد كان العذر من قبل استضعاف الشعوب [ وكأن الشعوب مستسلمة لحاكمية الله ابتدأً و لا تفتقد إلا القوة لمناهزة بشر واحد طاغوت يمنعها تحكيمها للشريعة !!!]
والأن أصبح العذر
[ بأن المسألة من المسائل الخفية !!]
يقول سيد قطب رحمه الله:[إن الإسلام منهج حياة جاء ليقرر ألهية الله في الأرض، جاء ليقرر عبودية البشر لرب البشر وهذه العبودية لا تتحقق ألا بالتلقي عن الله والرسول في جميع شؤون الحياة، فمن لم يعترف بأن لله الحكم والتشريع فليس في دين الله وأن رقع له المرقعون]
ليست هناك تعليقات