Header Ads

هل شك الحواريون فى قدرة الله على إنزال مائدة من السماء؟







بعض الزنادقة يتحايلون لاعذار المشركين بالجهل ويتحججون بقول الحواريين لعيسى عليه السلام في قصة المائدة {هَلْ 



يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وان الحواريين شكوا فى قدرة الله على انزال مائدة من السماء وان هذا الفعل كفر لكنهم معذورين بالجهل !!! 



الحواريين هم أنصار عيسي عليه السلام وحواريوه وأصفياؤه فلا يعقل أبدا أن الحواريين يشكون في قدرة الله، لو كانوا يشكون في قدرة الله لما أصبحوا أصلا مؤمنين فضلا على أن يكونوا حواريين لعيسى ابن مريم.

فهل يعقل أن يجهل خاصة الأنبياء وخلصائهم أعظم صفات الله سبحانه وهي القدرة على كل شيئ؟! كيف وقد رأوا من المعجزان ما هو اعظم كإحياء الموتي وإبراء الاكمة والأبرص على يد عيسي لعيه السلام فهل بعد هذا يشكون فى قدرة الله على إنزال مائدة من السماء؟!!!

يقول القرطبي في تفسيره: (إن الحواريين خلصاء الأنبياء، ودخلاؤهم وأنصارهم، كما قال : {نحن أنصار الله}، ومعلوم أن أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بمعرفة الله وما يجب له وما يجوز وما يستحيل عليهم، وأن يبلغوا ذلك أممهم؛ فكيف يخفى ذلك على باطنهم، واختص بهم حتى يجهلوا قدرة الله ) أهـ.

فالصحيح أن قول الحواريين لم يكن شك فى قدرة الله سبحانه كما يدعي هؤلاء الزنادقة وإنما المعني كما ذكره أهل التفسير فى حمل معني الآية على إحدي روايتيها فقد اختلفت القرأة في قراءة قوله : "يستطيع ربك" بالياء أم بالتاء , وكلا الروايتين بعيدة كل البعد عن هذا المعني الذي ذهب اليه هؤلاء المرجفون

فقراءة الكسائي وهي قراءة على بن أبي طالب وعائشة ومعاذ وابن عباس وجماعة من الصحابة هي بلفظ "هل تستطيع" بالتاء ( ربك ) بالنصب ، بمعنى : هل تستطيع أن تسأل ربك؟ أو : هل تستطيع أن تدعو ربك؟ أو : هل تستطيع وترى أن تدعوه؟ وقالوا : لم يكن الحواريون شاكين أن الله - ذكره - قادر أن ينزل عليهم ذلك ، وإنما قالوا لعيسى : هل تستطيع أنت ذلك؟ - تفسير ابن كثير

حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة : كان الحواريون لا يشكون أن الله قادر أن ينزل عليهم مائدة ، ولكن قالوا : يا عيسى هل تستطيع ربك؟

حدثني أحمد بن يوسف التغلبي قال : حدثنا القاسم بن سلام قال : حدثنا ابن مهدي ، عن جابر بن يزيد بن رفاعة ، عن حسان بن مخارق ، عن سعيد بن جبير : أنه قرأها كذلك : ( هل تستطيع ربك ) ، وقال : تستطيع أن تسأل ربك . وقال : ألا ترى أنهم مؤمنون؟

والثانية القراءة المعروفة "هل يستطيع " بالياء و " ربك " برفع الباء ، ولم يقولوه شاكين في قدرة الله عز وجل ، ولكن معناه : هل ينزل ربك أم لا؟ كما يقول الرجل لصاحبه هل تستطيع أن تنهض معي وهو يعلم أنه يستطيع ، وإنما يريد هل يفعل ذلك أم لا وقيل : يستطيع بمعنى يطيع ، يقال : أطاع واستطاع بمعنى واحد ، كقولهم : أجاب واستجاب ، معناه : هل يطيعك ربك بإجابة سؤالك؟ - تفسير البغوي

قال أبو جعفر : وأولى القراءتين عندي بالصواب ، قراءة من قرأ ذلك : ( هل يستطيع ) بالياء ( ربك ) برفع " الرب " بمعنى : هل يستجيب لك إن سألته ذلك ويطيعك فيه؟

فالصواب اذا من قول المفسرين أن الحواريين لم يشكوا فى قدرة الله سبحانه على إنزال مائدة من السماء ولا يمكن الاحتجاج بالآية في العذر بالجهل والشك في مسائل التوحيد وأصول الإيمان لأن الجمهور على عدم الشك والله أعلم. 



ليست هناك تعليقات