هم العدو فاحذروهم
انها كلمة خبيثة انبتت من شجرة خبيثة فاهدمها من اصلها
قال ابن تيمية مؤسس العذر : " فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبي : هل يعلم الله كل ما يكتم الناس ؟ فقال النبي : نعم ، وهذا يدل علي أنها لم تكن تعلم بذلك . ولم تكن معرفتها بأن الله عالم بكل شيء يكتمه الناس كافرة . وإن كان الإقرار بذلك بعد قيام الحجة من أصول الإيمان ، وإنكار علمه بكل شيء كإنكار قدرته علي كل شيء هذا مع أنها كانت تستحق للوم علي الذنب ، ولهذا لهده النبي ، وقال : أتخافين أن يحيف الله عليك ورسوله " () .
قال ابن مفلح : " قال شيخنا ( يعني ابن تيمية ) : ولهذا لم يكفر النبي الرجل الشاك في قدرة الله وإعادته لأن لا يكون
إلا بعد بلوغ الرسالة ، وأنَ منه قول عائشة يا رسول الله مهما يكتم الناس يعلمه الله . قال نعم ، قال ابن مفلح : " وفي أصول مسلم
بحذف ( قال ) قال في شرح مسلم ( يعني النووي ، كأنها لما قالت ذلك صدقت نفسها بنفسها فقالت نعم ) ( الفروع 6/164 ) ط/ عالم الكتب
( ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش -لما وقعت محنتهم-"انا لو وافقتكم كنت كافرا لاني اعلم ان قولكم كفر، وانتم عندي لاتكفرون لانكم جهال"...وكان هذا خطابا لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم.) ص 253 تلخيص الاستغاثة في الرد على البكري
وقال: "ولهذا كان السلف والأئمة يكفرون الجهمية في الإطلاق والتعميم، وأما المعين منهم: فقد يدعون له، ويستغفرون له، لكونه غير عالم بالصراط المستقيم"اهـ (بيان تلبيس الجهمية 1/10)
و شهد شاهد من اهلها
<<
قال الذهبي : رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: أشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت – أي الذهبي - : وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر [ أحدا ] من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " ؛ فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.
سير أعلام النبلاء (15|88)
قال ابن عبد الهادي : وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم . قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير .
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم , وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك ؛ أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم . قال : فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك : ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا.!
العقود الدرية (298-299)>>
فمنه بدأت الفتنة و فيه تعود
عياذا بالله من الخذلان و أوزار الذين اضلهم بغير علم (او بعلم)
وكلام عائشة رضي الله عنها ليس سؤالاً حتى يحتج به ابن تيمية الجهمي ، بل هو تقرير.
ومما يدل على ذلك:
أن هذه المسألة لا تخفى على مسلم، يقرأ القرآن، ويسمع قول الله تعالى: }وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى{، وقوله تعالى: }وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ{، وقوله تعالى: }إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى{. فكيف بعائشة في علمها، وفقهها؟
أنها هي القائلة: (سبحان من وسع سمعه الأصوات).
أنه قد جاء عنها في إحدى الروايات، أنها قالت: (مهما يكتم الناس، فقد علمه الله).
فالصواب: أن قولها (مهما يكتم الناس الله يعلم) تقرير؛ ليس سؤالاً. ولفظة: (نعم) هي على سبيل التأييد والتأكيد لما قالته.
ونحو ذلك قوله تعالى: "هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1)". فسؤاله لا يعني جهلا، عياذا بالله من الخذلان والغباء والجهل وسوء الفهم.
ليست هناك تعليقات