Header Ads

تكفير القدرية






قال الكرماني في السنة:

"والقدر خيره وشره، وقليله، وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسّنه وسيئه، وأوله وآخره من الله تبارك وتعالى قضاء قضاه على عباده، وقدر قدّره عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله، لا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له وواقعون في ما قدّر عليهم لا محالة، وهو عدل منه عز ربنا وجل.


والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وأكل مال الحرام، والشرك بالله، والذنوب والمعاصي كلها بقضاء وقدر من الله من غير إن يكون لأحد من الخلق على الله حجةٌ بل لله الحجة البالغة على خلقه ولا يُسأَل عما يفعل وهم يُسأَلون.


وعلم الله ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن عصى ربنا تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها. وعلم الطاعة من أهل طاعته وخلقهم لها، فكل يعمل بما يخلق له وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه ولا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفعال لما يريد.


• فمن زعم أن الله تبارك وتعالى شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تبارك وتعالى ذكره فأي افتراء على الله أكثر من هذا؟!


• ومن زعم أن أحدًا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له فقد نفى قدرة الله عن خلقه، وهذا إفك على الله وكذب عليه.


• ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولد، هل شاء الله أن يخلق هذا الولد، وهل مضى هذا في سابق علمه؟ فإن قال: لا. فقد زعم أن مع الله خالقًا، وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك، ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على إن يأكل برزق غيره، وهذا القول يضارع قول المجوسية والنصرانية، بل أكل رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله.


• ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله فأي كفر بالله أوضح من هذا، بل ذلك كله بقضاء من الله وقدر، وكل ذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيه، وما جرى في سابق علمه لهم وهو الحق والعدل الحق بفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والعماة، والله الضار النافع المضل الهادي فتبارك الله أحسن الخالقين" اهـ


و قال ابن بطة:


"من تفكر في نفسه، وظن أن الله لم يصب في فعله حيث خلق إبليس، فقد كفر. ومن قال: إن الله لم يعلم قبل أن يخلق إبليس أنه يخلق إبليس عدواً له ولأوليائه. فقد كفر. ومن قال: إن الله لم يخلق إبليس أصلاً. فقد كفر .. ومن زعم أن الله عز وجل لم يقدر أن يهلك إبليس من ساعته حين أغوى عباده، فقد كفر .. ومن قال: إن الله لم يجعل لإبليس وذريته سلطاناً أن يأتوا على جميع بني آدم من حيث لا يرونهم ويوسوس في صدورهم المعاصي. فقد كفر.


ومن قال: إن الله لم يعدل حيث جعل لإبليس وذريته هذا السلطان على بني آدم. فقد كفر .. ومن تفكر في نفسه فظن أن هذا جور من فعل الله حيث سلط الكفار على المؤمنين. فقد كفر.

ومن قال: إن الله لم يسلطهم وإنما الكفار قتلوا أنبياء الله وأولياءه بقوتهم واستطاعتهم, وأن الله لم يَقْدِرْ أن ينصر أنبياءه وأولياءه حتى غلبوه وحالوا بينه وبين من أحب نصره وتمكينه. فمن ظن هذا فقد كفر .. ومن قال: إن العدة والقوة والسلاح الذي في أعداء الله ليس

هو من فعل الله بهم !!! (أشدّد على قول "بهم" حتّى لا نسقط في عقيدة الكسبيّة! فالجور والظّلم وووو.... خلقه الله ولا يظاف إليه! بل هي أعمال العباد! قال تعالى: "والله خلقكم وما تعملون".

فأثبت خلقه لأعمالنا ونَسَبَهَا إلينا!) وعطية الله لهم. فقد كفر. ومن قال: إن ذلك من فعل الله بهم وعطيته لهم وهو جور من فعله. فقد كفر. ومن قال: إن الله أعطاهم وقواهم ولم يقدر أن يسلبهم إياه ويهلكهم من ساعته. فقد كفر. ومن تفكر في نفسه فظن أن الله لم يعدل حيث خلق الحيات والعقارب والسباع وكل ما يؤذي بني آدم ولا ينفعهم. فقد كفر. ومن قال: إن لهذه الأشياء خالقاً غير الله. فقد كفر .. ومن تفكر 

في نفسه، فظن أن الله لم يعدل حيث لم يمنع المشركين من أن يشركوا به, ولم يمنع القلوب أن يدخلها حب شيء من معصيته، ولم يهد العباد كلهم. فقد كفر. ومن قال: إن الله أراد هداية الخلق، وطاعتهم له، وأراد أن لا يعصيه أحد، ولا يكفر أحد، فلم يَقْدِرْ. فقد كفر. ومن قال: إن الله قدر على هداية الخلق، وعصمتهم من معصيته ومخالفته، فلم يفعل ذلك، وهو جور من فعله. فقد كفر .. وبكل ذلك مما قد ذكرته، وما أنا ذاكره، نزل القرآن، وجاءت السنة، وأجمع المسلمون من أهل التوحيد عليه"اهـ (بتصرف من الإبانة 1282)
منقول بتصرّف مهمّ!


ليست هناك تعليقات