Header Ads

تكفير السّلف للقدريّة والمرجئة




تكفير السّلف للقدريّة والمرجئة:

- عن علي رضي الله عنه أنه قيل له : ههنا رجلا يتكلم في المشيئة .
فقال له علي : يا عبد الله خلقك الله لما يشاء أو لما شئت؟
قال: بل لما يشاء

قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت؟
قال: بل إذا شاء
قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت؟

قال: بل إذا شاء
قال: فيدخلك الجنه حيث شاء أو حيث شئت ؟
قال: بل حيث شاء

قال: والله لو قلت غير ذلك لضربت الذي فيه عيناك بالسيف .
[[ شرح إعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي ]]

منقول من رسالة وصلتني. وفيه ردّ على من قيّد كفر القدريّة بنفي العلم. فهاهو عليّ بيّن كفر من ينفي المشيئة. كذلك يكفر من ينفي التّقدير ومن ينفي الكتابة ومن ينفي خلق الأعمال.

فمن شاء أشياء والله لم يشأها، يتبيّن له أنّه مخلوق لما يشاء الله.
قال عمر الأنصاري : سألت واثلة بن الأسقع –رضي الله عنه- عن الصلاة خلف القدري ؟
فقال : [ لا تصل خلفه ] أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى

وقال سفيان بن عيينة –رحمه الله تعالى- :
[ لا تصلوا خلف الرافضي ، ولا خلف الجهمي ، ولا خلف القدري ، ولا خلف المرجئ ]
وقال حرب الكرماني في السنة : سمعت إسحاق يقول: من قال: أنا مؤمن. فهو مرجئ.
قلت: الصلاة خلفه؟ قال: [ لا ]

بينما أحمد بن حنبل ابتدع اشتراط في ترك الصّلاة خلف المرجئ والقدريّ أن يكون داعية. وهو إن كان داعية لا يكفر حتّى ينفي العلم. فلعنة الله على الظّالمين.

- لمن أراد أن يطمئنّ قلبه بتكفير القدريّة والمرجئة، النّصوص الدّالّة على ذلك كثيرة. ومع ذلك، أزيد طمأنتكم بكلام السّلف منقول في كتب الخلف بالأسانيد:
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة
[ ص: 806 ] سياق

ما روي في منع الصلاة خلف القدرية والتزويج إليهم وأكل ذبائحهم ورد شهادتهم
روي عن واثلة بن الأسقع أنه أمر بإعادة الصلاة خلف القدرية ونهى عن الائتمام بهم .
ومن التابعين

1344 - عن علي بن عبد الله بن العباس أنه كان يقول : إذا كان الإمام صاحب هوى فلا يصلى خلفه . وعن محمد بن علي بن الحسين أنه أمر بإعادة الصلاة خلف القدري . وعن سيار أبي الحكم يقول : لا يصلى خلف القدرية فإذا صلي خلف أحد منهم أعاد .
1345 - وعن أيوب السختياني مثله ...
* ومن الفقهاء


مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأبو يوسف القاضي ، وأحمد بن حنبل مثله . (وأحمد قيّد ذلك بنافي العلم والدّاعية! ولديّ الأدلّة)

1346 - وعن محمد بن سيرين : أنه كره ذبائح القدرية .

1347 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب قال ثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم السوسي قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري [ ص: 807 ] قال ثنا علي بن بحر قال ثنا بقية بن الوليد قال حدثني حبيب بن عمر الأنصاري قال حدثني أبي قال : سألت واثلة بن الأسقع عن الصلاة خلف القدري ؟ فقال : لا يصلى خلفه ، أما لو صليت خلفه لأعدت صلاتي.

1348 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل قال : ثنا عبد الله بن عدي ، كتب إلي محمد بن الحسن البرتي قال : ثنا عمرو بن علي قال : سمعت ميمون بن زيد ، يقول : حدثنا حارث بن سريج البزاز ،

 قال : قلت لمحمد بن علي : إن لنا إماما يقول في القدر ، فقال : يا ابن الفارسي انظر كل صلاة صليتها خلفه أعدها ، إخوان اليهود والنصارى قاتلهم الله أنى يؤفكون .

1349 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال : ثنا داود بن رشيد قال : ثنا خلف قال : كان سيار أبو الحكم يقول : " لا يصلي خلف القدرية ، فإذا صلى خلف أحد منهم أعاد الصلاة " .

1350 - أخبرنا القاسم بن جعفر قال : ثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم قال : ثنا القاسم بن نصر قال : ثنا سلمة بن شبيب قال : ثنا رواد بن الجراح قال : ثنا صدقة بن يزيد قال : مررت مع أيوب وهو آخذ بيدي إلى المسجد ؛ لنصلي فيه ، فمررنا بمسجد قد أقيمت الصلاة فيه فذهبت ؛ لأدخل ، فنتر يده من يدي نترة [ ص: 808 ] فقال : أما علمت أن إمامهم قدري ؟ .

1351 - أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم قال : أخبرنا أحمد بن الحسن بن يونس قال : ثنا جعفر بن محمد قال : ثنا إسماعيل قال : ثنا مصعب ، قال : سمعت مالك بن أنس ، يقول : " لا يصلى خلف القدرية " .

1352 - أخبرنا علي بن يحيى بن علي البصري الزاهد قال : ثنا أحمد بن عبيد بن إسماعيل قال : ثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي ، ثنا سلمة بن شبيب قال : ثنا مروان بن محمد : سألت مالك بن أنس عن تزويج القدري قال : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ) .

1353 - وروي عن مالك أنه سئل عن القدري الذي يستتاب قال : " الذي يقول : إن الله - عز وجل - لم يعلم ما العباد عاملون حتى يعملوا " . (وهي صيغة تمريضيّة. وإن ثبتت ورأى القدريّ لا يكفر إلّا إن نفى العلم فهو كافر)

1354 - وأخبرنا أحمد بن محمد ، أخبرنا أحمد بن الحسن قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : " لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة " . (بالجمع بين النّصوص فمفاده الهجر دون تكفير عند أحمد. فللمتبجّحين أنّ أحمد لم يقصد بترك الصّلاة إلّا خلف من يكفّره:

295 - أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْعَسْكَرِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الطَّبَّاعُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ؟ قَالَ: «لَا» . قَالَ: فَأُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ [ص:72] أَنْهَاكَ عَنْ مُسْلِمٍ، وَتَسْأَلُنِي عَنْ كَافِرٍ؟»
(6/71)

الإبانة الكبرى لابن بطة

بَابُ بَيَانِ كُفْرِهِمْ وَضَلَالِهِمْ وَخُرُوجِهِمْ عَنِ الْمِلَّةِ وَإِبَاحَةِ قَتْلِهِمْ
وأحمد لا يكفّر من القدريّة إلّا نفاة العلم! قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي وسأله علي بن جهم عمن قال بالقدر يكون كافرًا؟ قال: «إذا جحد العلم إذا قال: إن الله لم يكن عالمًا حتى خلق علمًا فعلم فجحد علم الله فهو كافر» السُّنَّة لعبد الله بن أحمد ص119.
قال عبد الله بن أحمد: «سألت أبي مرة أخرى عن الصلاة خلف القدري، فقال: إن كان يخاصم فيه ويدعو إليه فلا تصل خلفه» السُّنَّة ص (1/ 384).)

1355 - أخبرنا أحمد بن محمد ، أخبرنا أحمد ، أخبرنا عبد الله قال : حدثني سوار بن عبد الله ، قال : حدثني معاذ بن معاذ قال : صليت خلف رجل من بني سعد ثم [ ص: 809 ] بلغني أنه قدري فأعدت الصلاة بعد أربعين سنة - أو ثلاثين سنة - .
1356 - وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب

 قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان قال : ثنا محمد بن أيوب قال : ثنا محمد بن مقاتل القاضي قال : ثنا إبراهيم بن رستم : عن أبي يوسف القاضي قال : " لا أصلي خلف جهمي ، ولا رافضي ، ولا قدري " .
1357 - وعنه أنه سئل ما الحكم في القدرية ؟ قال : الحكم أنه من جحد العلم أستتيبه فإن تاب ، وإلا قتلته . (وهي صيغة تمريضيّة. وإن ثبتت ورأى القدريّ لا يكفر إلّا إن نفى العلم فهو كافر)
......
1361 - أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد ، أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس قال : ثنا إسماعيل بن إسحاق قال : ثنا علي بن المديني قال : سمعت معاذ بن معاذ حين قدم من عند هارون في القدمة التي كان أجازه فيها هارون فسمعته يقول : قال لي أمير المؤمنين : إني والله ما بعثت إليك بموجدة وجدتها عليك ، ولكن لم أزل أحب رؤيتك ومعرفتك .

ثم قال : " ما قوم رددت شهادتهم ؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين قدرية ، ومعتزلة . قال : فقال : " أصبت وفقك الله " .
1362 - أخبرنا محمد بن إبراهيم النجيرمي قال : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي 

قال : حدثنا عبد الرحمن بن أحمد القاضي قال : ثنا أبو حاتم الرازي قال : ثنا فهد بن المبارك قال : ثنا إدريس القصير ، عن أبيه ، قال : شهدت عبيد الله بن الحسن العنبري واختصم إليه رجلان ، فقال أحدهما : اشتريت منه عبدا على أنه ليس به داء ، ولا علة ، ولا غليلة بيع [ ص: 811 ] المسلم للمسلم ، وإنه قدري . فقال عبيد الله بن الحسن له : إنما اشتريت مسلما ، ولم تشتر كافرا فرد عليه .
.....
1364 - أخبرنا أحمد بن طلحة بن هارون ، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد القزويني قال : نا الحسن بن علي الطنافسي قال : قال علي بن زنجة : سمعت أبا مروان - وهو الطبري - يقول : قال سفيان بن عيينة : لا تصلوا خلف الرافضي ، ولا خلف الجهمي ، ولا خلف القدري ، ولا خلف المرجئ .

1365 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : ثنا أحمد بن سنان قال : حدثني موسى بن داود - قاضي طرطوس ثبت - قال : حدثني شعيب بن حرب قال : قلت لسفيان الثوري : نسيب لي قدري أزوجه ؟ قال : لا ، ولا كرامة . قال : قلت للحسن بن صالح ؟ [ ص: 812 ] قال : " غيره أحب إلي منه " .

1366 - ذكر زكريا بن يحيى الساجي - في كتاب العلل - قال : ثنا أحمد بن محمد قال : ثنا يحيى بن معين قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : سمعت مناديا ينادي على الحجر يقول : إن الأمير أمر ألا يبايع زكريا بن إسحاق ، ولا يجالس ، فمن فعل ذلك فقد حلت به العقوبة ؛ لموضع القدر .

1367 - ذكر جعفر بن نصير الخلدي قال : سمعت أبا العباس بن مسروق ، وغيره يقول : مات أبو حارث المحاسبي يوم مات وحارث محتاج إلى أقل من درهم - أو كما قال - لعيال وبنات عليه ، وترك أبوه مالا وضيعة وأثاثا وأموالا كثيرة نفيسة .
فلم يقبل منها شيئا ، فقيل له في ذلك ، فقال : روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أهل ملتين شتى ، لا يتوارثان " أو كما قال . وكان أبوه يقول بالقدر .

قال الكرماني في السنة:

"والقدر خيره وشره، وقليله، وكثيره، وظاهره وباطنه، وحلوه ومره، ومحبوبه ومكروهه، وحسّنه وسيئه، وأوله وآخره من الله تبارك وتعالى قضاء قضاه على عباده، وقدر قدّره عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله، لا يجاوز قضاءه، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له وواقعون في ما قدّر عليهم لا محالة، وهو عدل منه عز ربنا وجل.

والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس، وأكل مال الحرام، والشرك بالله، والذنوب والمعاصي كلها بقضاء وقدر من الله من غير إن يكون لأحد من الخلق على الله حجةٌ بل لله الحجة البالغة على خلقه ولا يُسأَل عما يفعل وهم يُسأَلون.

وعلم الله ماض في خلقه بمشيئة منه، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن عصى ربنا تبارك وتعالى إلى أن تقوم الساعة المعصية وخلقهم لها. وعلم الطاعة من أهل طاعته وخلقهم لها، فكل يعمل بما يخلق له وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه ولا يعدو أحد منهم قدر الله ومشيئته والله الفعال لما يريد.

• فمن زعم أن الله تبارك وتعالى شاء لعباده الذين عصوه الخير والطاعة، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية فعملوا على مشيئتهم، فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله تبارك وتعالى ذكره فأي افتراء على الله أكثر من هذا؟!

• ومن زعم أن أحدًا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له فقد نفى قدرة الله عن خلقه، وهذا إفك على الله وكذب عليه.

• ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له: أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولد، هل شاء الله أن يخلق هذا الولد، وهل مضى هذا في سابق علمه؟ فإن قال: لا. فقد زعم أن مع الله خالقًا، وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك، ومن زعم أن السرقة، وشرب الخمر، وأكل المال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله فقد زعم أن هذا الإنسان قادر على إن يأكل برزق غيره، وهذا القول يضارع قول المجوسية والنصرانية، بل أكل رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله.

• ومن زعم أن قتل النفس ليس بقدر من الله فقد زعم أن المقتول مات بغير أجله فأي كفر بالله أوضح من هذا، بل ذلك كله بقضاء من الله وقدر، وكل ذلك بمشيئته في خلقه وتدبيره فيه، وما جرى في سابق علمه لهم وهو الحق والعدل الحق بفعل ما يريد ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة على الصغر والعماة، والله الضار النافع المضل الهادي فتبارك الله أحسن الخالقين" اهـ
و قال ابن بطة:

"من تفكر في نفسه، وظن أن الله لم يصب في فعله حيث خلق إبليس، فقد كفر. ومن قال: إن الله لم يعلم قبل أن يخلق إبليس أنه يخلق إبليس عدواً له ولأوليائه. فقد كفر. ومن قال: إن الله لم يخلق إبليس أصلاً. فقد كفر .. ومن زعم أن الله عز وجل لم يقدر أن يهلك إبليس من ساعته حين أغوى عباده، فقد كفر .. ومن قال: إن الله لم يجعل لإبليس وذريته سلطاناً أن يأتوا على جميع بني آدم من حيث لا يرونهم ويوسوس في صدورهم المعاصي. فقد كفر. 

ومن قال: إن الله لم يعدل حيث جعل لإبليس وذريته هذا السلطان على بني آدم. فقد كفر .. ومن تفكر في نفسه فظن أن هذا جور من فعل الله حيث سلط الكفار على المؤمنين. فقد كفر. ومن قال: إن الله لم يسلطهم وإنما الكفار قتلوا أنبياء الله وأولياءه بقوتهم واستطاعتهم, وأن الله لم يَقْدِرْ أن ينصر أنبياءه وأولياءه حتى غلبوه وحالوا بينه وبين من أحب نصره وتمكينه. فمن ظن هذا فقد كفر .. ومن قال: إن العدة والقوة والسلاح الذي في أعداء الله ليس هو من فعل الله بهم !!! (أشدّد على قول "بهم" حتّى لا نسقط في عقيدة الكسبيّة! فالجور والظّلم وووو.... خلقه الله ولا يظاف إليه! بل هي أعمال العباد! قال تعالى: "والله خلقكم وما تعملون". فأثبت خلقه لأعمالنا ونَسَبَهَا إلينا!) وعطية الله لهم. فقد كفر.

 ومن قال: إن ذلك من فعل الله بهم وعطيته لهم وهو جور من فعله. فقد كفر. ومن قال: إن الله أعطاهم وقواهم ولم يقدر أن يسلبهم إياه ويهلكهم من ساعته. فقد كفر. ومن تفكر في نفسه فظن أن الله لم يعدل حيث خلق الحيات والعقارب والسباع وكل ما يؤذي بني آدم ولا ينفعهم. فقد كفر. ومن قال: إن لهذه الأشياء خالقاً غير الله. فقد كفر .. ومن تفكر في نفسه، فظن أن الله لم يعدل حيث لم يمنع المشركين من أن يشركوا به, ولم يمنع القلوب أن يدخلها حب شيء من معصيته، ولم يهد العباد كلهم. فقد كفر. ومن قال: إن الله أراد هداية الخلق، وطاعتهم له، وأراد أن لا يعصيه أحد، ولا يكفر أحد، فلم يَقْدِرْ. فقد كفر. ومن قال: إن الله قدر على هداية الخلق، وعصمتهم من معصيته ومخالفته، فلم يفعل ذلك، وهو جور من فعله. 

فقد كفر .. وبكل ذلك مما قد ذكرته، وما أنا ذاكره، نزل القرآن، وجاءت السنة، وأجمع المسلمون من أهل التوحيد عليه"اهـ (بتصرف من الإبانة 1282)

وقال عبدالله أبو بطين: وقد كفّر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان . الدرر السنية (الّتي لا يقرؤها المرجئة رغم زعمهم اتّباعهم محمّدا بن عبد الوهّاب وما دوّنه حفدته رجال الدّعوة من الدّرر السّنيّة في الأجوبة النّجديّة) ج1 ص364، وذلك لأنّ إخراج العمل عن الإيمان تكذيب صريح لحديث رسول الله المدخل للعمل، كإماطة الأذى عن الطّريق، في الإيمان: عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ) رواه مسلم . والله وصف الصّلاة أنّها إيمان!


• وسُئل إسحاق بن إبراهيم عن الرجل يقول: «أنا مؤمِنٌ حَقًّا»؛ هل يُصَلَّى خَلفَه؟ قال: «إن كان داعيَةً؛ لم يُصَلَّ خَلفَه».
وذلك لأنّ هذه بدعة لا تصل إلى الكفر. وقد وردت روايات بها قصْد أصل الإيمان لكون الشّكّ في أصله كفر. وهاته الرّواية عن إسحاق ممرّضة بلا سند. وسأثبت الحقيقة أسفله بعد بيان قضيّة الاستثناء: حديث الحارث بن مالك رضي الله عنه، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((كيف أصبحت يا حارث؟ 

قال: أصبحت مؤمنا بالله حقا، قال صلى الله عليه وسلم: انظر ما تقول، إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانك، قال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني بعرش ربي بارزا، أو كأني أنظر إلى أهل الجنة كيف يتزاورون فيها، وكأني انظر إلى أهل النار كيف يتعاوون فيها. قال صلى الله عليه وسلم: أبصرت، فالزم، عبد نوَّر الله الإيمان في قلبه))
وأما حديث الوفد الذين قاموا على النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه أنهم قالوا: نحن المؤمنون، قال صلى الله عليه وسلم: ((فما علامة إيمانكم)).......

وأما أثر صاحب معاذ، وهو ابن عميرة الزبيدي، فملخصه أنه لما حضرت معاذا رضي الله عنه الوفاة أوصى صاحبه هذا بالأخذ عن ابن مسعود، وبالحذر من زلة العالم، فلما مات معاذ ذهب صاحبه إلى ابن مسعود، فنودي بالصلاة فقال صاحب معاذ: قوموا إلى هذه الدعوة، حق لكل مؤمن سمعه أن يجيبه،

 فقال له أصحاب عبدالله: وإنك لمؤمن؟ قال: نعم، إني لمؤمن، فتغامزوا به، فلما خرج ابن مسعود، قيل له ذلك، فقال لابن عميرة مثل قولهم، فنكس ابن عميرة رأسه وبكى، وقال: رحم الله معاذا.

فأخبر به ابن مسعود، فقال له: إنك لمؤمن؟ قال: نعم، قال: فتقول: إنك من أهل الجنة؟ قال ابن عميرة: رحم الله معاذا، فإنه أوصاني أن أحذر زلة العالم، والأخذ بحكم المنافق، قال: فهل من زلة رأيت؟ قال: نشدتك بالله، أليس النبي صلى الله عليه وسلم كان والناس يومئذ على ثلاث فرق: مؤمن في السر والعلانية، وكافر في السر والعلانية، ومنافق في السر ومؤمن في العلانية، فمن أي الثلاث أنت؟ قال: أما أنا فإذا ناشدتني بالله، فإني مؤمن في السر والعلانية، قال: فلم لمتني حيث قلت إني مؤمن؟ قال: أجل هذه زلتي، فادفنوها علي، فرحم الله معاذا.

وقد أجاب ابن تيمية عن ذلك وجهين:

الوجه الأول: عدم ثبوت الأخبار.

الوجه الثاني: أنها لو صحت، فيحمل القطع بالإيمان فيها على أصله لا كماله، ونحو ذلك من الآخذ المسوغة للقطع بالإيمان.
يقول ابن تيمية مبينا هذين الوجهين:

"وأما جواز إطلاق القول بأني مؤمن، فيصح إذا عني أصل الإيمان دون كماله، والدخول فيه دون تمامه.
كما يقول: أنا حاج وصائم لمن شرع في ذلك، وكما يطلقه في قوله: آمنت بالله ورسله، وفي قوله: إن كنت تعني كذا وكذا.
فإن جواز إخباره بالفعل يقتضي جواز إخباره بالاسم مع القرينة.
وعلى هذا يخرج ما روي عن صاحب معاذ بن جبل، وما روي في حديث الحارث الذي قال: أنا مؤمن حقا، وفي حديث الوفد الذي قالوا: نحن المؤمنون حقا.

وإن كان في الإسنادين نظر" الفتاوى 7/669
بينما مخرج العمل عن الإيمان والقدريّة كلّهم كفرة رغم أنوف العاذريّة.
والآن نأتي على حقيقة إسحاق:

أمّا قول (ﻭﺳُﺌﻞ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ : « ﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣِﻦٌ ﺣَﻘًّﺎ» ؛ ﻫﻞ ﻳُﺼَﻠَّﻰ ﺧَﻠﻔَﻪ؟ ﻗﺎﻝ : «ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻋﻴَﺔً؛ ﻟﻢ ﻳُﺼَﻞَّ ﺧَﻠﻔَﻪ »)، فقد أورده أبو موسى الروسي في مدوّنته في مقال بعنوان "الرد على دعوى عماد فراج أن الإمام أحمد تفرد بعدم تكفير المرجئة" ولم يسنده. أين سند هذا الزّعْم؟! وبحثت جيّدا عن سند له فلم أجده. وأورده بناء على فهم ابن رجب. في حين أنّ ابن رجب عاذري قاصر الفهم. فحيث قال في "فتح البارئ":

 (ولذلك فرق إِسْحَاق بن راهوية بَيْن القدري والمرجىء ، فَقَالَ فِي القدري : لا يصلى خلفه . وَقَالَ فِي المرجىء : إن كَانَ داعية لَمْ يصل خلفه .) فكعادة أمثاله أورده دون سند. ممّا يدلّ أنّ كلامه هذا هو فهْمُهُ هو وأمثاله! بينما أنا أبرزت سندا وليس فيه تقييد بالدّاعية. وهو: قال حرب الكرماني في السنة : سمعت إسحاق يقول: من قال: أنا مؤمن. فهو مرجئ. قلت: الصلاة خلفه؟ قال: [ لا ]
ثمّ كيف يرى إسحاق الصّلاة خلفه وهو يكفره؟! وهاهو دليل بسنده:
ذكر المرجئة من هم ، وكيف أصل مقالتهم

974- أخبرني حرب بن إسماعيل ، قال : سمعت إسحاق وسأله رجل ، قال : الرجل يقول : أنا مؤمن حقا ؟ قال : هو كافر حقا. رواه الخلال 3/569. السنة للخلال/الجزء الثالث

ونقل حرب عن إسحاق قال : غلت المرجئة حتى صار من قولهم : إن قوما يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضان والزكاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها لا نكفره ، يرجى أمره إلى الله بعد ، إذ هو مقر ، فهؤلاء الذين لا شك فيهم. ا.ه (وزاد بن رجب قوله (يعني أنّهم مرجئة) منه هو وهو عاذريّ أو عن حرب وحرب تواتريّ وكأنّه مذهبيّ أيضا حنابليّ).
قال الخلال في السنة 1024- وَأَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , قَالَ : شَهِدَ أَبُو يُوسُفَ عِنْدَ شَرِيكٍ بِشَهَادَةٍ , فَقَالَ لَهُ : قُمْ , وَأَبَى أَنْ يُجِيزَ شَهَادَتَهُ , فَقِيلَ لَهُ : تُرَدُّ شَهَادَتُهُ , فَقَالَ : أُجِيزُ شَهَادَةَ رَجُلٍ يَقُولُ : الصَّلاَةُ لَيْسَتْ مِنَ الإِيمَانِ ؟.

شبهتك حول الثّوري قديمة أجبت عنها سابقا. فقد أورد العقيلي الأثر ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀء. وفي سنده ﻣُﺆَﻣَّﻞَ ﺑْﻦَ ﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ وهو كما:
قال أبو حاتم : صدوق ، شديد في السنة ، كثير الخطأ .
وقال البخاري : منكر الحديث .

وأما أبو داود ، فأثنى عليه وعظمه ، ورفع من شأنه ، ثم قال : إلا أنه يهم في الشيء .
سير أعلام النبلاء » الطبقة العاشرة » مؤمل بن إسماعيل

بل وعن إبراهيم بن المغيرة قال: سألت سفيان الثوري، أصلي خلف من يقول الإيمان قول بلا عمل؟ قال: (لا، ولا كرامة) . رواه اللالكائي 5/1064. فلم يقيّده بالدّاعية ولم يجعل له كرامة.
وعن محمد بن يوسف قال: دخلت على سفيان الثوري في حجره المصحف وهو يقلب الورق فقال: (ما أحد أبعد منه من المرجئة) . رواه اللالكائي 5/1067

وعن عبد الله بن نمير قال سمعت سفيان وذكر المرجئة فقال: (رأي محدث أدركنا الناس على غيره). وفي رواية الخلال قال: سمعت سفيان يقول: (دين محدث دين الأرجاء) . رواه عبد الله بن احمد1/311 والخلال 3/563 والآجري 3/681 وابن بطة 1/385 و اللالكائي 5/1075

* إرجاء أحمد بن حنبل في الحكم:

قال إسماعيل بن سعد في [سؤالات ابن هاني 2/ 192]:
سألت أحمد: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}. قلت: فما هذا الكفر؟
قال: كفر لا يخرج من الملة. اهـ

وتبعه ابن تيمية في [مجموع الفتاوى 7/ 254] وتلميذه ابن القيم في [حكم تارك الصلاة ص 59 - 60] ذاكرين اشتراط أحمد بن حنبل!!!!!!! الإجماع في التّكفير.
قال الآجري في الشريعة 1983 : وحدثنا الفريابي قال : حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي قال : حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن قال : صاحب بدعة لا تقبل له صلاة ولا حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صرف ولا عدل.
عن الوليد بن زياد قال: قال مجاهد في المرجئة: ( يبدؤون فيكم مرجئة ثم يكونون قدرية ثم يصيرون مجوساً ) [رواه اللالكائي 5/1060 ]

ويال فراسة مجاهد! أرجأ أحمد بن حنبل في الحكم وعذر القدريّة وأقرّ الصّلاة على أبي ثور مع أنّه يستحلّ ذبائح المجوس!
سئل سفيان بن عيينة رحمه الله عن الإرجاء، فقال: (الإرجاء على وجهين: قوم أرجوا أمر علي وعثمان، فقد مضى أولئك. فأما المرجئة اليوم فهم يقولون الإيمان قول لا عمل. فلا تجالسوهم ولا تؤاكلوهم ولا تشاربوهم، ولا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم) [رواه الطبري في تهذيب الآثار 2/181 ]

قال ابن سعد في الطبقات 9192- قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.
عن إبراهيم بن المغيرة قال: سألت سفيان الثوري، أصلي خلف من يقول الإيمان قول بلا عمل؟ قال: (لا، ولا كرامة) [رواه اللالكائي 5/1064


هناك تعليقان (2):