تسلسل الحوادث وكشف شبهات الدّهريّة والقدميّة (ومنهم ابن تيمية)
تسلسل الحوادث وكشف شبهات الدّهريّة والقدميّة (ومنهم ابن تيمية) والمعطّلة
الدّهريّة يقولون أنّ الحوادث غير متسلسلة لا أزلا ولا أبدا.
القدميّة يقولون أنّ العالَم أزليّ.
المعطّلة يثبتون تسلسل الحوادث أبدا دون الأزل ومستقبلا دون الماضي.
والمسلمون وسط بينهم جميعا. وشبهة ابن تيمية في صفديّته هي عدم ضبطه أنّ تسلسل الحوادث في الماضي يعني أزليّة صفات الله ومنها الخلق فلم يزل خالقا فعّالا لما يريد. فهو موصوف أزلا أنّه سيُظهِر خلقه ومخلوقاته لم تكن شيئا وعدمُها حقيقة كانت بمشيئة الله وسلطانه وتقديره لها كمعنى حقيقيّ.
فهو يظهر وينشئ ويبقي ويفني ويعدم ما يشاء. وهكذا يثبت تسلسل الحوادث أزلا وأبدا. فحسب المسكين ابن تيمية أنّ تسلسل الحوادث أزلا يعني تسلسل المحدثات أزلا وقال بأزليّة نوع العالم دون آحاده. والحقيقة أنّ العالم لم يكن شيئا! لم يكن نوعا ولا شيئا. فالعدم يعني اللّا شيء! لا نوعا ولا نقصا ولا عيبا ولا شيء! وابن تيمية فهم من أزليّة كمال الله أزليّة نوع العالم لأنّ أزليّة كمال الله عنده تقتضي أزليّة أنواع النّاقص.
وتلك هي شبهته أَرْدته فكان من الخائبين الضّالّين المضلّين. ولو اقتصد على السّنّة مثل السّلف لما ضلّ وأضلّ، ولفهم أنّ أزليّة كمال الله اقتضت إعدام العالم فهو كان معدوما ولم ينشأ ويظهر إلّا بإنشاء وإظهار الله له. لا أنّ العالم كان أزليّا نوعا بنقائصه! بل العالم لم يكن شيئا. فالعدم يعني اللّا شيء! لا نوعا ولا نقصا ولا عيبا ولا شيء! ولو شاء الله إعدام الجنّة والنّار وأهليهما وخزنتهما والكرسيّ والعرش واللوح والقلم والصورلفعل! لكنّه يأباه ولا يشاؤه. وقدّر ذلك أزلا. وعلم بكلّ شيء أزلا. والتّقدير والعلم وجميع صفاته تبقى ثابتة له أبدا.
روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله . قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر . قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
وفي رواية: لم يكن شيء قبله. قال ابن حجر : وفي رواية غير البخاري : ولم يكن شيء معه.
رُوي عن أنس مرفوعا: "سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النار وسكانها، واللوح والقلم، والكرسي والعرش (وهو فوق الفردوس)". مجموع الفتاوى 18/ 307
وابن تيمية، لعنه الله، أوّل بقاء النّار بديمومتها طوييييييلا ثمّ إن بقت، فبدون عذاب.
قال البربهاريّ رحمه الله في "شرح السنّة" (الفقرة 59 صفحة 77) : "وكلّ شيء ممّا أوجب الله عليه الفناء يفنى، إلا الجنّة والنار، والعرش والكرسيّ، واللوح والقلم والصور، ليس يفنى من هذا أبداً، ثم يبعث الله الخلق على ما ماتوا عليه يوم القيامة فيحاسبهم بما شاء، فريق في الجنة، وفريق في السعير، ويقول لسائر الخلق ممن لم يخلق للبقاء: كونوا ترابًا".
هذا وقد كفر الأشاعرة ابن تيمية لقوله بأزليّة نوع العالم وهم محقّون في هذا، ولقوله بفناء النّار وهم محقّون في هذا. وثمّة من شكّك في نسبة القول بفناء النّار إليه في حين كتاباته في ذلك مشهودة وشهد عليه تلميذه ابن القيّم إذّ تبعه في قوله
وشهد عليه خصومه الأشاعرة. صحيح أنّا لا نجيز شهادة الكافر إلّا في مواضع قليلة ذُكرت نصوصها، لكن كثرة الشّواهد وكون شهد عليه تلميذه ابن القيّم إذّ تبعه في قوله دليل فيه تأييدات.
كما أنّ تحرّي المخطوطة يشير إلى ذلك! ثمّ ابن تيمية نفسه كافر! قال بإحداث القرآن وكُفْرِ الأنبياء قبل البعثة وإسلام المظاهرين على الإسلام والحاكمين بغير ما أنزل الله وأساء فهم واقعة حاطب وأثر ابن عبّاس وخالف أحاديث طلاق الحائض وتثليث الطّلاق دفعة واحدة وعذر آحاد الحلوليّة ونفاة العلوّ وجاهلي القدرة والعلم والسّمع والقدريّة والإماميّة والجهميّة (حتّى الحربيّين مثل المعتصم والمأمون والواثق وجنودهم) والقبوريّين كابن مخلوف (وانظر "الرد على البكري" (629)) والأخنائي والفخر الرّازي وعذر الجعد بن درهم وغيلان القدري وحفصا الفرد وتقوّل في صفة السّكوت.
ليست هناك تعليقات